الله تعالى على عباده كما رواه الشيخ في التهذيب مرسلا عن النبي صلى الله عليه وآله (1) قال: (إذا غضب الله تعالى على أمة ثم لم ينزل بها العذاب غلت أسعارها وقصرت أعمارها ولم تربح تجارها ولم تزك ثمارها ولم تعذب أنهارها وحبس عنها أمطارها وسلط عليها أشرارها) وعن عبد الرحمن بن كثير عن الصادق (ع) (2) قال: (إذا فشت أربعة ظهرت أربعة: إذا فشا الزنا ظهرت الزلازل وإذا أمسكت الزكاة هلكت الماشية وإذا جار الحكام في القضاء أمسك القطر من السماء وإذا خفرت الذمة نصر المشركون على المسلمين).
واستحبابها ثابت بالاجماع والنصوص أما الأول فقد نقله العلامة في التذكرة والمنتهى قال: أجمع كل من يحفظ عنه العلم على استحباب صلاة الاستسقاء إلا أبا حنيفة فإنه قال ليس له صلاة بل مجرد الدعاء (3).
وها أنا أذكر أولا ما وقفت عليه من الأخبار في المقام ثم أعطف إن شاء الله تعالى الكلام على ما دلت عليه وصرحت به علماؤنا الأعلام:
الأول - ما رواه في الكافي عن مرة مولى محمد بن خالد (4) قال: (صاح أهل المدينة إلى محمد بن خالد في الاستسقاء فقال لي: انطلق إلى أبي عبد الله (ع) فاسأله ما رأيك؟ فإن هؤلاء قد صاحوا إلى فأتيته فقلت له فقال لي قل له فليخرج قلت له متى يخرج جعلت فداك؟ قال يوم الاثنين. قلت كيف يصنع؟ قال يخرج المنبر ثم يخرج يمشي كما يمشي يوم العيدين وبين يديه المؤذنون في أيديهم عنزهم حتى إذا انتهى إلى المصلي يصلي بالناس ركعتين بغير أذان ولا إقامة ثم يصعد المنبر فيقلب رداءه فيجعل الذي على يمينه على يساره والذي على يساره على يمينه ثم يستقبل القبلة فيكبر الله