الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني، وقد نقل أنه كتب رسالة شريفة في وجوب الوفاء بالوعد ولم أقف عليها. وما ذكره (قدس سره) هو ظاهر الآية الشريفة أعني قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " (1).
ونقل شيخنا المشار إليه في رسالته الصلاتية عن بعض معاصريه - وكتب في الحاشية أنه المحقق المدقق الشيخ أحمد بن محمد بن يوسف البحراني - أنه استدل على اعتبار المروة في معنى العدالة بقول الكاظم (عليه السلام) في حديث هشام بن الحكم المروي في الكافي (2) " لا دين لمن لا مروة له ولا مروة لمن لا عقل له، واعترضه بأنه خفي عليه أن استعمال المروة بالمعنى الذي ذكره الأصحاب غير معروف في كلامهم (عليه السلام) وحينئذ فالأظهر حملها على بعض المعاني المروية عنهم (عليهم السلام) في تفسيرها. وهو جيد، وأشار بالمعاني المروية عنه (عليه السلام) إلى ما قدمنا ذكره من الأخبار الواردة بتفسيرها. ثم قال، ويمكن حملها على كمال الانسانية وهو فعل ما يليق وترك ما لا يليق.
أقول: ويؤيده أن المروة لا نعتبر في أصل الدين اجماعا فلا بد أن يحمل نفي الدين عن من لا مروة له على نفي الكمال فتحمل المروة على كمال الانسانية كما فسرها به بعض شارحي الكتاب.
(الثاني) - القول بأنها عبارة عن مجرد الاسلام مع عدم ظهور الفسق، ونقل هذا القول عن جماعة من المتقدمين كابن الجنيد والشيخ في الخلاف والشيخ المفيد في كتاب الإشراف بل ادعى في الخلاف الاجماع عليه ودلالة الأخبار، وقال (3) البحث عن عدالة الشهود ما كان في أيام النبي (صلى الله عليه وآله) ولا أيام الصحابة