الخوض فيها وعدم انكارها ورد علمها إليهم (عليهم السلام) كما ورد ذلك في أخبار كثيرة. انتهى.
وقال الصدوق في الفقيه بعد نقل خبر علي بن الحسين (ع): إن الذي يخبر به المنجمون من الكسوف فيتفق كما يذكرونه ليس من هذه الكسوف في شئ وإنما يجب الفزع إلى المساجد والصلاة عند رؤيته لأنه مثله في المنظر وشبيه له في المشاهدة كما أن الكسوف الواقع مما ذكره سيد العابدين (ع) إنما وجب الفزع فيه إلى المساجد والصلاة لأنه آية تشبه آيات الساعة، وكذلك الزلازل والرياح والظلم وهي آيات تشبه آيات الساعة فأمرنا بتذكر القيامة عند مشاهدتها والرجوع إلى الله تعالى ذكره. انتهى.
قال شيخنا المجلسي في البحار بعد نقل ذلك عنه: وما ذكره متين إذا رئي وقوع الكسوفين غير الوقت الذي يمكن وقوعهما عند المنجمين كالكسوف والخسوف في يوم شهادة الحسين (ع) وليلته، وما روي أنه يقع عند ظهور القائم (ع) من الكسوفين في غير أوانهما (1) ويحتمل أيضا أن يتفق عندما يخبره المنجمون ما ورد في الخبر.
ونحوه قول والده (طاب ثراه) في حاشيته على الفقيه حيث قال يحتمل أن يكون غيره كما يقع في بعض الأوقات على خلاف قول المنجمين وشاهدناه مرارا.
ويحتمل أن يكون ما ذكره (ع) هو ما ذكره المنجمون، ولا استبعاد في أن يقدر الله حركتهما بحيث تصير الشمس تجتمع مع القمر محاذاة والقمر مع الأرض ويحصل الكسوف والخسوف ليخاف العباد ويرجعوا إلى ربهم ويتذكروا بها آيات الساعة كما قال الله تعالى (إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت) (2) انتهى.
أقول: ما ذكره (قدس سره) من مشاهدة الكسوف والخسوف مرارا على خلاف قول المنجمين لا يخلو من غرابة فإنه لم ينقل مثل ذلك إلا في مقام