ويؤيد ما قلناه ورود بعض الأخبار في استدلال علي (ع) على استحقاق الإمامة وراثة من إبراهيم (على نبينا وآله وعليه السلام) في مقام الرد على معاوية كما نقلناه في كتابنا سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد.
ومما يزيد ما ذكرناه في أصل المسألة تأييدا ويعلى مناره تشييدا ما رواه في الكافي في الصحيح عن بريد الكناسي عن أبي جعفر (ع) (1) قال: (ابنك أولى بك من ابن ابنك وابن ابنك أولى بك من أخيك. قال وأخوك لأبيك وأمك أولى بك من أخيك لأبيك. قال وأخوك لأبيك أولى بك من أخيك لأمك. قال وابن أخيك لأبيك وأمك أولى بك من ابن أخيك لأبيك. قال وابن أخيك من أبيك أولى بك من عمك. قال وعمك أخو أبيك من أبيه وأمه أولى بك من عمك أخي أبيك من أبيه قال وعمك أخو أبيك لأبيه أولى بك من عمك أخي أبيك لأمه. قال وابن عمك أخي أبيك من أبيه وأمه أولى بك من ابن عمك أخي أبيك لأبيه. قال وابن عمك أخي أبيك من أبيه أولى بك من ابن عمك أخي أبيك لأمه) فإن الأولوية في الخبر كما ترى دائرة مدار الإرث فمن كان الوارث فهو الأولى من غير الوارث.
وفيه دلالة أيضا على أن الأكثر إرثا أولى من الأقل كما صرح به لأصحاب (رضوان الله عليهم).
و (ثالثا) أن ما طعن به على الخبرين المذكورين لا يقوم حجة على المتقدمين ممن لا أصل لهذا الاصطلاح عندهم ولا على من لا يقول به من المتأخرين بل ولا على من قال به منهم أيضا حيث إن ضعفهما مجبور بالاتفاق الذي قد حكاه في ما قدمناه من كلامه، على أنه قد وافقهم في مواضع عديدة مما تقدم في العمل بالأخبار الضعيفة المجبورة باتفاق الأصحاب كما نبهنا عليه ثمة، بل تبعهم في بعض المواضع