ما ذكروه، ومنها ما رواه الكليني في روضة الكافي (1) بإسناده عن جويرية قال: " اشتددت خلف أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لي يا جويرية أنه لم يهلك هؤلاء الحمقى إلا بخفق النعال خلفهم ما جاء بك؟ قلت جئت أسألك عن ثلاث: عن الشرف وعن المروة وعن العقل؟ قال: أما الشرف فمن شرفه السلطان وأما المروة فاصلاح المعيشة وأما العقل فمن اتقى الله عقل ".
وما روي عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (2) قال:
" قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستة من المروة ثلاثة منها في الحضر وثلاثة منها في السفر، فأما التي في الحضر فتلاوة كتاب الله وعمارة مساجد الله واتخاذ الإخوان في الله وأما التي في السفر فبذل الزاد وحسن الخلق والمزاج في غير معاصي الله تعالى ".
وما رواه الصدوق في الفقيه في باب المروة في السفر عن الصادق (عليه السلام) (3) حيث قال فيه: " المروة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروة مروتان مروة في الحضر ومروة في السفر، فأما التي في الحضر فتلاوة القرآن ولزوم المساجد والمشي مع الإخوان في الحوائج والنعمة ترى على الخادم أنها تسر الصديق وتكبت العدو، وأما التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك وكتمانك على القوم أمرهم بعد مفارقتك إياهم وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله " ثم إنه لا يخفى أنه قد ورد في بعض الأخبار ما يدل على اعتبار المروة في العدالة لكن لا بالمعنى الذي ذكروه وهو ما روي عن أبي الحسن الرضا عن آبائه عن علي (عليه السلام) (4) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من عامل الناس فلم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم فهوم من كملت مروته وظهرت عدالته ووجبت أخوته وحرمت غيبته " فإن المروة هنا لم يعتبر فيها إلا الخصال الثلاث وهي واجبة بناء على وجوب الوفاء كما هو الظاهر، وهو اختيار شيخنا أبي الحسن