المغرب كما نص عليه بعضهم لا المركب عنه ومن الظل الأول الناشي من ميل الشمس إلى جهة الجنوب المؤثر في صيرورة الفئ موريا كما يترائى من عباير آخرين وفي الجواهر بعد ان حقق القول المشهور قال وكيف كان فابتداء التقدير انما هو من أول الفئ الحادث لا منه ومن الظل الباقي بل لم يقل أحد بذلك بل عن الخلاف نفي الخلاف في ذلك نعم ذكره بعض احتمالا معترفا بعدم القائل به في قولهم يصير ظل كل شئ مثله ثم أورد على هذا الاحتمال بلزوم الاضطراب والاختلاف المترتبين على قول الشيخ إلى أن قال فينبغي ارصاد رأس الظل الباقي عند الزوال حتى لا يختلط السابق واللاحق انتهى أقول قد يتراءى مما ذكره تفريعا على المختار من ارصاد رأس الظل ان الغبرة بزيادة الظل على ما كان بمقدار المثل فالمقصود بالارصاد تحديد مقدار الظل حتى يزاد عليه المثل لا تعين موضعه حتى يعرف بذلك مقدار ما يزيد فان الظل لا يبقى في مكانه الأول حتى يعرف بذلك مقدار الزيادة واظهر من ذلك في اعتبار زيادة المثل على ما كان عبارة المسالك حيث قال والمراد بمماثلة الفئ للشخص زيادة على الظل الأول الذي زالت عليه الشمس وكذا القول في المثلين والاقدام انتهى أقول لا يخفى عليك انه لا معنى لاعتبار المماثلة بين الفيئ المايل إلى المشرق زائدا على الظل الشمالي الباقي في أول الزوال فإنهما لا يجتمعان نعم يتداخلان بعد الزوال فيصير الظل موريا فإن كان مرجع ما ذكر إلى ما ستعرف بان تصادقا في الخارج فهو والا فلا ينطبق عليه اخبار الباب إذ لا ينبغي الارتياب في أنه لم يقصد بها إرادة التحديد بما يتوقف معرفته في كل يوم على مراقبة خاصة وارصاد جديد خصوصا لو أريد بذلك التعميم حتى بالنسبة إلى الذراع والذراعين والاقدام الواردة لتحديد أول الوقت التي عرفت توجيهها في صدر المبحث فان كثيرا من اخبارها نص في إرادة الفيئ الحادث بعد الزوال من غير اشتراطه بشرط وقد ورد جملة منها في ظل حائط مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله الذي كان قامة وانه إذا فاء الفيئ ذراعا أو قدمين صلى الظهر ومن الواضح ان الاخبار المسوقة لتحديد الأوقات أولا واخرا بالذراع أو الاقدام أو القامة كلها من واد واحد يصلح بعضها قرينة لتشخيص المراد من البعض وان اختلفت في التقادير وكيف كان فالذي ينطبق عليه اخبار الباب وينبغي ان ينزل عليه كلمات الأصحاب ولا يترتب عليه اختلاف واضطراب انما هو اعتبار ميل الظل إلى طرف المشرق بقدر الشاخص بعد ان زالت الشمس ومالت إلى المغرب فان الشمس إذا وصلت إلى دائرة نصف النهار انعدم ظل الشاخص في طرف المغرب فاما ان لا يبقى له ظل أصلا إذا كانت الشمس مسامتة لرأسه أو يقع ظله على خط نصف النهار فإذا زالت الشمس حدث للشاخص ظل في ناحية المشرق ويزيد شيئا فشيئا حتى تغيب الشمس فالعبرة بزيادة هذا الظل وذهابه إلى طرف المشرق بقدر قامة الشاخص ويتميز ذلك حسا في ظل الحايط المبنى على خط نصف النهار وفي ظل الشاخص ونحوه مما لا يكون ظله الا موريا بانتهائه إلى خط واقع في طرف المشرق واصل بين نقطتي الشمال والجنوب يكون بعده عن الشاخص بقدر قامته وان شئت قلت بذهاب الظل من الموضع الذي زالت عليه الشمس وهو خط نصف النهار إلى طرف المشرق بقدر القامة ولا يبعد ان يكون ما في الجواهر من ارصاد رأس الظل لتشخيص ذلك لا لما استظهر منه في بادي الرأي فيؤل حينئذ إلى ما ذكرناه واما ما استظهر منه أولا كما هو ظاهر عبارة المسالك فهو أيضا لا ينافي هذا التحديد ان كان اختلاط الظلين مؤثرا في صيرورة بعد الظل المورب الحاصل منهما بقدر المثل والظل الأول لكن الظاهر أنه كثيرا ما يتخطى عن ذلك بمقدار معتد به وكيف كان فالعبرة بما ذكر احتج الشيخ في محكي التهذيب لاعتبار المماثلة بين الفئ الزائد والظل الأول بما رواه صالح بن سعيد عن يونس عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال سئلته عما جاء في الحديث ان صل الظهر إذا كانت الشمس قامة وقامتين وذراعا وذراعين وقدما وقدمين من هذا ومن هذا فمتى هذا وكيف هذا وقد يكون الظل في بعض الأوقات نصف قدم قال عليه السلام انما قال ظل القامة ولم يقل قامة الظل وذلك أن ظل القامة يختلف مرة يكثر ومرة يقل والقامة قامة ابدا لا تختلف ثم قال ذراع وذراعان تفسير القامة والقامتين في الزمان الذي يكون فيه ظل القامة ذراعا وظل القامتين ذراعين فيكون ظل القامة والقامتين والذراع والذراعين متفقين في كل زمان معروفين مفسرا أحدهما بالاخر مسددا به فإذا كان الزمان الذي يكون فيه ظل القامة ذراعا كان الوقت ذراعا من ظل القامة وكانت القامة ذراعا من الظل وإذا كان ظل القامة أقل أو أكثر كان الوقت محصورا بالذراع والذراعين فهذا تفسير القامة والقامتين والذراع والذراعين وفي المدارك بعد نقل استدلال الشيخ بالرواية قال وهذه الرواية ضعيفة بالارسال وجهالة صالح بن سعيد ومتنها متهافت مضطرب لا يدل على المطلوب وأيضا فان قدر الظل الأول غير منضبط وقد ينعدم في بعض الأوقات فلو نيط الوقت به لزم التكليف بعبادة موقتة في وقت يقصر عنها وهو معلوم البطلان انتهى ويرد عليه أيضا ان المقصود بالسؤال والجواب في هذه الرواية بحسب الظاهر انما هو توجيه الاخبار المختلفة الواردة لتحديد أول وقت الظهرين فما أشبه سؤال هذا السائل بالسؤال الواقع فيما رواه أحمد بن يحيى قال كتب بعض أصحابنا إلى أبي الحسن عليه السلام روى ابائك القدم والقدمين والأربع والقامة والقامتين وظل مثلك والذراع والذراعين فكتب عليه السلام لا القدم ولا القدمين إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الصلاتين وبين يديها سبحة الحديث فالرواية أجنبية عن مطلب الشيخ وقد تكلف بعض في توجيه الرواية وتطبيقها على مذهب الشيخ بما لا يلائم بعض فقراتها ولقد أجاد المحدث الكاشاني فيما أفاد في توجيه الرواية والتنبيه على تقريب الاستشهاد بها لمذهب الشيخ مع ما فيه وان لا يخلو بعض فقراته عن التأمل ولا بأس بنقل كلامه لما فيه من الفوائد قال في الوافي شئ ما حكى عنه بعد ذكر الخبر المذكور لابد من تمهيد مقدمة ينكشف بها نقاب الارتياب من هذا الحديث ومن سائر الأحاديث التي نتلوها عليك في هذا الباب
(٣٦)