غيره من الصحابة انتهى أقول ويحتمل كون أبي بياء المتكلم كما يؤيد هذا الاحتمال كون قراءة علي وأهل بيته عليهم السلام أيضا بحسب الظاهر كقرائة أبي بن كعب وابن مسعود ونظرائهم من القراءات المعروفة بين الناس كما يشهد له نقلها في كتبهم وانها سند غير واحد من القراء السبع كالحمزة والكسائي وعاصم الكوفي إلى علي وأهل بيته عليهم السلام كما تقدمت حكايته عنهم وكيف كان فلا شبهة في صحة كل من القراءات السبع في مقام تفريع الذمة عن التكليف بقراءة القرآن وان لم يعلم بموافقة المقرو للقرآن المنزل على النبي صلى الله عليه وآله بل وان علم عدمه كما هو مقتضى بعض الأخبار المتقدمة وغيرها من الروايات الدالة على وقوع بعض التحريفات في القرآن كما في قوله تعالى كنتم خير أمة الذي ورد في بعض الأخبار انه في الأصل خير أئمة وفي قوله واجعلنا للمتقين اماما انه في الأصل واجعل لنا من المتقين اماما إلى غير ذلك مما ورد في الاخبار فالتخطي عن هذه القراءات التي ثبت الاكتفاء بها إلى غيرها من الشواذ فضلا عن الاكتفاء بمطلق العربية بعد الالتزام بكون الهيئات الشخصية كالمواد معتبرة في مفهوم القرآنية في غاية الاشكال هذا ولكن الانصاف امكان الالتزام بأن اختلاف الحركات أو السكنات التي لا يوجب اختلافها تغييرا في المعنى ولا في نظم الكلام وترتيبه ولا خلالا بالعربية كضم المثلثة من حيث وفتحها مرجعه إلى الاختلاف في كيفية التعبير بذلك الكلام الخاص بحسب اختلاف الألسن واللغات فهو كالإمالة والترقيق والتفخيم والمد والادغام وأشباهها من كيفيات القراءة لا المقرو كما هو الشأن بالنسبة إلى المرتبة الخاصة من الحركة التي تشخصت الكلمة بها مع أن المبائنة بينها وبين مرتبة أخرى من جنسها ربما يكون أشد من المبائنة بينها وبين حركة أخرى من غير جنسها الا ترى ان أدنى مرتبة الفتحة ربما تشتبه لدى النطق بالكسرة ولا تشبه بأقصاها التي قد يتولد منها الألف فكيف لا يكون هذا الاختلاف مضرا بصدق حكاية ذلك الكلام بعينه دون الأول فليتأمل والبسملة جزء منها يجب قرائتها معها بلا خلاف فيه بيننا على الظاهر بل اجماعا كما عن جماعة نقله بل الامر كذلك بالإضافة إلى سائر السور عدى براءة على المشهور بل لم ينقل عن أحد منا الخلاف فيه عدى ما ستسمعه من ابن الجنيد بل عن التذكرة وغيره دعوى اجماعنا عليه وعن المنتهى نسبة إلى فقهاء أهل البيت ويشهد له في خصوص الفاتحة جملة من الاخبار منها صحيحة محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن السبع المثاني والقرآن العظيم هي الفاتحة قال نعم قلت بسم الله الرحمن الرحيم من السبع قال نعم هي أفضلهن ومرفوعة يونس بن عبد الرحمن المروية عن تفسير العياشي قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم قال هي سورة الحمد وهي سبع آيات منها بسم الله الرحمن الرحيم وانما سميت المثاني لأنها تثني في الركعتين وعنه عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم فقال فاتحة الكتاب يثني فيها القول وقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله تعالى من على بفاتحة الكتاب من كنز الجنة منها بسم الله الرحمن الرحيم الآية التي يقول الله تعالى فيها وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولو على ادبارهم نفورا والحمد لله رب العالمين دعوى أهل الجنة حين شكروا الله حسن الثواب مالك يوم الدين قال جبرئيل عليه السلام ما قالها مسلم قط الا صدقه الله وأهل سماواته إياك نعبد اخلاص العباد وإياك نستعين أفضل ما طلب به العباد حوائجهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم صراط الأنبياء وهم الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم اليهود ولا الضالين النصارى ويدل عليه في سائر السور صحيحة معاوية بن عمار المروية عن التهذيب قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام إذا قمت إلى الصلاة اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم قال نعم قلت إذا قرأت فاتحة الكتاب اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم مع السورة قال نعم وعن الكافي نحوه بأدنى اختلاف في التعبير ورواية يحيى بن أبي عمير الهذلي المروية عن الكافي قال كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام جعلت فداك ما تقول في رجل ابتدء ببسم الله الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أم الكتاب فلما صار إلى غير أم الكتاب من السورة تركها فقال العياشي ليس بذلك بأس فكتب بخطه يعيدها مرتين علم رغم انفه يعني العياشي قوله مرتين يحتمل ان يكون من كلام السائل متعلقا بقوله كتب فيكون ضمير يعيدها عائدا إلى الصلاة ويحتمل ان يكون من كلام الإمام عليه السلام متعلقا بيعيدها اي يعيد السورة أو البسملة مرتين مرة في الركعة الأولى وأخرى في الثانية وعن العياشي في تفسيره عن صفوان الجمال قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام ما انزل الله من السماء كتابا الا وفاتحته بسم الله الرحمن الرحيم وانما كان يعرف انقضاء السورة بنزول بسم الله الرحمن الرحيم ابتداء للأخرى وعنه عن خالد بن المختار قال سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول ما لهم قاتلهم الله عهدوا إلى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها وهي بسم الله الرحمن الرحيم وعنه أيضا عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال احرفوا أكرم آية في كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم وما في بعض هذه الروايات من ضعف الدلالة أو قصور السند مجبور بالشهرة وعدم معروفية الخلاف الا من أهل الخلاف الذين صدرت جملة من الاخبار تعريضا عليهم فما حكى عن ابن الجنيد من أنها في الفاتحة بعضها وفي غيرها افتتاح لها ضعيف وان كان قد يشهد له بعض الأخبار النافية لوجوبها مع السورة مثل ما عن الشيخ في الصحيح عن عبد الله بن علي الحلبي ومحمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام انهما سئلاه عمن يقرء بسم الله الرحمن حين يريد يقرء فاتحة الكتاب قال نعم ان شاء سرا وان شاء جهرا فقالا فيقرأها مع السورة الأخرى قال لا وصحيحة محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن الرجل يفتتح القراءة في الصلاة يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم قال نعم إذا افتتح الصلاة فليقلها في أول ما يفتتح ثم يكفيه ما بعد ذلك ورواية مسمع قال صليت مع أبي عبد الله عليه السلام فقرء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ثم قرء السورة التي بعد الحمد ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قام في الثانية فقرء الحمد ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرء بسورة أخرى والمتجه حمل هذه الأخبار بأسرها على التقية كما يؤيد ذلك ما في الخبر الأخير من تركها مع الحمد أيضا في الركعة الثانية وظهور صحيحة محمد بن مسلم أيضا في عدم وجوبها الا في افتتاح القراءة من الركعة الأولى وهذا بحسب الظاهر مما لا محمل له عدى التقية كصحيحة الأخرى الظاهرة في عدم وجوبها مع الفاتحة في الأولى أيضا قال سئلت
(٢٧٦)