عليه بظاهر الامر ولكنه لا يخلو عن التأمل ويظهر من قول المصنف رحمه الله ولو يسيرا جواز تطويله وهو كذلك ما لم يكن ذلك بالسكوت الماحي لصورة الصلاة أو نحوه وعن الذكرى انه حكى عن بعض متأخري أصحابنا القول بأنه لو طولها تبطل صلاته لأنه واجب قصير وفيه انه لم يثبت تقييده بالقصر ومقتضى الأصل براءة الذمة عن التكليف بتقصيره وجواز إطالة قيامه وان لم يتشاغل حاله بقراءة ذكر أو دعاء ما لم يكن منافيا لصورة الصلاة كما تقدمت الإشارة إليه وحكى عن الشيخ القول بركنية هذه الطمأنينة أيضا ويظهر ضعفه مما مر الواجب الخامس الذكر بلا خلاف فيه اجمالا بل عن غير واحد دعوى الاجماع عليه ولكنهم اختلفوا في تعيينه على أقوال فقيل بين التسبيح كما نسب إلى الأكثر بل المشهور فيما بين القدماء دعوى الاجماع عليه وقيل يكفي مطلق الذكر ولو كان تكبيرا أو تهليلا أو غير ذلك مما يتضمن الثناء على الله تعالى كما عن المبسوط بل النهاية والجامع على خلاف في حكاية مطلق الذكر عنهما أو خصوص التهليل والتكبير وعن الحلي نافيا عنه الخلاف وقواه غير واحد من المتأخرين بل هو المشهور بينهم على ما نسب إليهم ثم إن القائلين بتعين التسبيح منهم من اجتزى بمطلقه اي أعم من الصغرى والكبرى مطلقا كما عن ظاهر الغنية والانتصار وعن الشيخ في النهاية انه أوجب تسبيحة كبرى وعن ظاهر ابن بابويه والتهذيب والتخيير بينها وبين ثلاث صغريات بل عن المنتهى ان الموجبين للتسبيح اتفقوا عليه وفي الجواهر نسب هذا القول إلى أبي الصلاح أيضا مع زيادته التصريح باجزاء واحدة للمضطر ولكن في الحدائق نقل عن أبي الصلاح انه أوجب على المختار ثلاث مرات وواحدة على المضطر ثم حكى عن المختلف انه نقل عنه أنه قال أفضله سبحان ربي العظيم وبحمده ويجوز سبحان الله وظاهره تخيير المختار بين ثلاث صغريات أو كبريات وعن العلامة في المختلف انه نسب إلى بعض علمائنا القول بثلاث كبريات عينا وكذا القائلون بكفاية مطلق الذكر اختلفت كلماتهم فربما يستظهر من اطلاق كثير منهم كصريح بعضهم الاكتفاء بمسماه خلافا لظاهر بعض أو صريحه من اعتبار كونه بقدر تسبيحة كبرى أو ثلاث صغريات كما قواه في الجواهر وغيره وستعرف انه هو الأقوى حجة القول بتعين التسبيح جملة من الاخبار منها رواية عقبة بن عامر الجهني أنه قال لما ترك فسبح بأسم ربك العظيم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت سبح اسم ربك الاعلى قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله اجعلوها في سجودكم وعن الهداية ارساله عن الصادق عليه السلام مع زيادة فان قلت سبحان الله سبحان الله سبحان الله أجزاك وتسبيحة واحدة تجزي للمعتل والمريض والمستعجل وخبر هشام بن الحكم المروي عن العلل عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال قلت له لأي علة يقال في الركوع سبحان ربي العظيم وبحمده ويقال في السجود سبحان ربي الأعلى وبحمده قال يا هشام ان الله تبارك وتعالى لما أسري بالنبي صلى الله عليه وآله وكان من ربه كقاب قوسين أو أدنى رفع له حجاب من حجبه فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله سبعا حتى رفع له سبع حجب فلما ذكر ما رأى من عظمة الله ارتعدت فرائصه فابترك على ركبتيه وجعل يقول سبحان ربي العظيم وبحمده فلما اعتدل من ركوعه قائما نظر إليه في موضع أعلى من ذلك الموضع خر على وجهه وهو يقول سبحان ربي الأعلى وبحمده فلما قالها سبع مرات سكن ذلك الرعب فلذلك جرت به السنة في نسخة الحدائق الموجودة عندي نقله هكذا الا أنه قال فلما قال سبحان ربي الأعلى وبحمده سكن ذلك الرعب بدل قالها سبع مرات ورواية أبي بكر الحضرمي قال قال أبو جعفر عليه السلام أتدري اي شئ حد الركوع والسجود فقلت لا قال سبح في الركوع ثلاث مرات سبحان ربي العظيم وبحمده وفي السجود سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاث مرات فمن نقص واحدة نقص ثلث صلاته ومن نقص ثلثين نقص ثلثي صلاته ومن لم يسبح فلا صلاة له وعن إبراهيم محمد الثقفي في كتاب الغارات عن عباية قال كتب أمير المؤمنين إلى محمد بن أبي بكر انظر ركوعك وسجودك فان النبي صلى الله عليه وآله كان أتم الناس صلاة وأخفضهم لها وكان إذا ركع قال سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاث مرات وإذا رفع صلبه قال سمع الله لمن حمده اللهم لك الحمد ملا سمواتك وملا أرضك وملا ما شئته من شئ فإذا سجد قال سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاث مرات وظاهر هذه الروايات عدى مرسلة الهداية تعيين التسبيحة الكبرى وأوضح منها دلالة على ذلك خبر هشام بن سالم قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن التسبيح في الركوع والسجود فقال تقول في الركوع سبحان ربي العظيم وفي السجود سبحان ربي الأعلى الفريضة من ذلك تسبيحة والسنة ثلاث والفضل في سبع ولكن يتعين صرفها عن هذا الظاهر جمعا بينها وبين كثير من الاخبار الآتية التي هي نقص في خلافه فالقول بتعينها ضعيف واضعف منه ما نسبه العلامة في محكى المختلف إلى بعض علمائنا من ايجابها عينا ثلاث مرات كما لا يخفى ومنها صحيحة زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت له ما يجزي من القول في الركوع والسجود قال ثلاث تسبيحات في ترسل وواحدة تامة تجزي وصحيحة علي بن يقطين عن أبي الحسن الأول قال سئلته عن الركوع والسجود كم يجزي فيه من التسبيح فقال ثلاثة وتجزيك واحدة إذا أمكنت جبهتك من الأرض قال في محكى الوافي الظاهر أن المراد بالتسبيح سبحان الله ويحتمل التام ولعل السر في اشتراط امكان الجبهة من الأرض في الواحدة بتعجيل أكثر الناس في ركوعهم وسجودهم وعدم صبرهم على اللبث والمكث فمن اتى منهم بواحدة فربما يصدر منه بعضها في الهوى أو الرفع فلا بد لمن هذه صفته ان يأتي بالثلاث لتحقق لبثه بمقدار واحدة انتهى أقول ما احتمله في الرواية هو الذي ينبغي حملها على جمعا بينها وبين غيرها كما ستعرف وصحيحة علي بن يقطين أيضا عن أبي الحسن الأول قال سألته عن الرجل يسجد كم يجزيه من التسبيح في ركوعه وسجوده فقال ثلاث وتجزيه واحدة وصحيحة معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أخف ما يكون من التسبيح في الصلاة قال ثلاث تسبيحات مترسلا تقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله ومضمرة سماعة قال سألته عن الركوع والسجود هل نزل في القرآن قال نعم قول الله تعالى يا أيها الذين امنوا اركعوا واسجدوا قلت كيف حد الركوع والسجود فقال اما ما يجزيك من الركوع فثلاث تسبيحات تقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله ثلاثا وخبر داود الايرازي الوارد في السجود عن أبي عبد الله عليه السلام قال أدنى التسبيح ثلاث مرات وأنت ساجد لا تعجل بهن وخبر أبي بصير قال سألته عن أدنى ما يجزي من التسبيح في الركوع والسجود قال ثلاث تسبيحات وهذه الأخبار وان لا يخلو دلالة كثير منها على وجوب التسبيح عينا عن تأمل الا انه ربما يستشعر منها كون اعتبار التسبيح في الركوع والسجود لديهم مفروغا عنه هذا مع أن ظهور بعضها في
(٣٣١)