الخلاف المتقدم ولو ثقل بعد تمام الركوع جلس مطمئنا يدل القيام عن الركوع ان لم يقدر على مسمى رفع الرأس عن الركوع وان لم يبلغ حد الانتصاب والا فلا يسقط ميسوره بمعسوره فيرفع عنه بما تيسر ولو من غير انتصاب واستقرار ويسجد عنه كما صرح به بعض والأولى بل الأحوط جلوسه بعد الرفع حينئذ للطمأنينة وان كان الأقوى انه لا يجب كما تقدمت الإشارة إليه انفا والله العالم ومن لا يقدر على السجود يرفع ما يسجد عليه ويضع جبهته عليه فإن لم يقدر أو بالسجود وكذلك للركوع ان لم يقدر عليه كما عرفت تفصيل الحال فيه عند بيان حال المضطجع والمستلقي فلا نطيل بالإعادة وهل يجب على القائم العاجز عن السجود ان يجلس ويؤمى للسجود أم لا وجهان بل قولان أظهرهما العدم فان عمدة ما يصح الاستناد إليه لوجوبه قاعدة الميسور واستصحاب وجوبه الثابت حال القدرة على السجود ويرد على الاستصحاب ان وجوبه السابق كان من حيث توقف السجود عليه لا لذاته وقد ارتفع ذلك الوجوب جزما ولم يكن له وجوب اخر كي يصح استصحابه وبهذا يظهر لك عدم صحة الاستدلال له بمثل النبوي المرسل إذا أمرتكم بشئ فاتوا منه ما استطعتم والعلوي ما لا يدرك كله لا يترك كله واما قاعدة الميسور فربما يتوهم جريانها نظرا إلى أن الايماء جالسا أقرب إلى السجود من الايماء قائما ويدفعه ما أشرنا إليه عند البحث عن عدم وجوب زيادة الانحناء في الايماء من قصور القاعدة عن إفادة مثل هذه الأمور فمقتضى الأصل عدم اعتباره هذا مع امكان الاستدلال له أيضا باطلاق بعض الأدلة الدالة عليه فليتأمل واما الجالس لو قدر على القيام للايماء للركوع فقد يقوى في النظر وجوبه بناء على وجوب القيام المتصل بالركوع من حيث هو لا من حيث شرطيته للركوع القيامي واما بناء على الشرطية ففيه تردد والأشبه انه لا يجب والمسنون في هذا الفصل للقائم أمور تعرف من صحيح حماد وزرارة وغيرهما من الروايات والأولى نقل الصحيحتين بطولهما لاشتمالهما على كثير من الآداب التي ينبغي رعايتها في الصلاة (وروى) في الوسائل عن الصدوق باسناده عن حماد بن عيسى أنه قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام يوما أتحسن ان تصلي يا حماد قال قلت يا سيدي انا احفظ كتاب حريز في الصلاة قال فقال عليه السلام لا عليك قم صل قال فقمت بين يدي متوجها إلى القبلة فاستفتحت الصلاة وركعت وسجدت قال فقال عليه السلام يا حماد لا تحسن ان تصلي ما أقبح بالرجل منكم ان يأتي عليه ستون سنة أو سبعون سنة فما يقيم صلاة واحدة بحدودها تامة قال حماد فأصابني في نفسي الذل فقلت جعلت فداك فعلمني الصلاة فقام أبو عبد الله عليه السلام مستقبل القبلة منتصبا فأرسل يديه جميعا على فخديه قد ضم أصابعه وفرق بين قدميه حتى كان بينهما ثلاث أصابع متفرجات واستقبل بأصابع رجليه جميعا لم يحرفهما عن القبلة بخشوع واستكانة فقال الله أكبر ثم قرء الحمد بترتيل وقل هل الله أحد ثم صبر هنيئة بقدر ما يتنفس وهو قائم ثم قال الله أكبر وهو قائم ثم ركع وملا كفيه من ركبتيه متفرجات ورد ركبتيه إلى خلفه حتى استوى ظهره حتى لو صبت عليه قطرة ماء أو دهن لم تزل لاستواء ظهره وتردد ركبتيه إلى خلفه ونصب عنقه وغمض عينيه ثم سبح ثلاثا بترتيل وقال سبحان ربي العظيم وبحمده ثم استوى قائما فلما استمكن من القيام قال سمع الله لمن حمده ثم كبر وهو قائم ورفع يديه حيال وجهه وسجد ووضع يديه إلى الأرض قبل ركبتيه وقال سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاث مرات ولم يضع شيئا من بدنه على شئ منه وسجد على ثمانية أعظم الجهة والكفين وعيني الركبتين وأنامل ابهامي الرجلين والانف فهذه السبع فرض ووضع الانف على الأرض سنة وهو الارغام ثم رفع رأسه من السجود فلما استوى جالسا قال الله أكبر ثم قعد على جانبه الأيسر ووضع ظاهر قدمه اليمنى على باطن قدمه اليسرى وقال استغفر الله ربي وأتوب إليه ثم كبر وهو جالس وسجد الثانية وقال كما قال في الأولى ولم يستعن بشئ من بدنه على شئ منه في ركوع ولا سجود وكان مجنحا ولم يضع ذراعيه على الأرض فصلى ركعتين على هذا ثم قال يا حماد هكذا صل ولا تلتفت ولا تعبث بيديك وأصابعك ولا تبزق عن يمينك ولا عن يسارك ولا بين يديك وعن محمد بن يعقوب رحمه الله بأسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال إذا قمت في الصلاة فلا تلصق قدمك بالأخرى ودع بينهما فصلا إصبعا أقل ذلك إلى شبر أكثره واسدل منكبيك وارسل يديك ولا تشبك أصابعك وليكونا على فخذيك قبالة ركبتيك وليكن نظرك إلى موضع سجودك فإذا ركعت فصف في ركوعك بين قدميك تجعل بينهما قدر شبر وتمكن راحتيك من ركبتيك وتضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى قبل اليسرى وبلغ أطراف أصابعك عن الركبة وفرج أصابعك إذا وضعتها على ركبتيك فان وصلت أطراف أصابعك في ركوعك إلى ركبتيك أجزئك ذلك وأحب إلى أن تمكن كفيك من ركبتيك فتجعل أصابعك في عين الركبة وتفرج بينهما وأقم صلبك ومد عنقك وليكن نظرك إلى ما بين قدميك فإذا أردت ان تسجد فارفع يديك بالتكبير وخر ساجدا وابدأ بيديك فضعهما على الأرض قبل ركبتيك فضعهما معا ولا تفترش ذراعيك فتراش الأسد ذراعيه ولا تضعن ذراعيك على ركبتيك وفخذيك ولكن تجنح بمرفقيك ولا تلزق كفيك بركبتيك ولا تدنهما من وجهك بين ذلك حيال منكبيك ولا تجعلهما بين يدي ركبتيك ولكن تحرفهما عن ذلك شيئا وابسطهما على الأرض بسطا واقضهما إليك قبضا وان كان تحتهما ثوب فلا يضرك وان أفضيت بهما إلى الأرض فهو أفضل ولا تفرجن بين أصابعك في سجودك ولكن ضمهن جميعا قال وإذا قعدت في تشهدك فالصق ركبتيك بالأرض وفرج بينهما شيئا وليكن ظاهر قدمك اليسرى على الأرض وظاهر قدمك اليمنى على باطن قدمك اليسرى وأليتاك على الأرض وأطراف ابهامك اليمنى على الأرض وإياك والقعود على قدميك فتتأذى بذلك ولا تكن قاعدا على الأرض فيكون انما قعد بعضك على بعض فلا تصبر للتشهد والدعاء وعن الفقه الرضوي أنه قال وإذا أردت ان تقوم إلى الصلاة فلا تقم متكاسلا إلى أن قال وتقف بين يديه كالعبد الآبق المذنب بين يدي مولاه وصف قدميك وانصب نفسك ولا تلتفت يمينا وشمالا وتحسب كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ولا تعبث بلحيتك إلى أن قال أيضا ويكون بصرك في موضع سجودك ما دمت قائما ثم قال ولا تتك مرة على رجلك ومرة على الأخرى وربما يظهر من صحيحة زرارة
(٢٧١)