في ذلك فأطلق السلطان الخليفة محمدا المتوكل من محبسه بالقلعة وأعاده إلى الخلافة على رسمه الأول وبالغ في تكرمته وجرت فيما بين ذلك خطوب نذكر أخبارها مستوفاة في دولة الترك المقيمين لرسم هؤلاء الخلفاء بمصر وانما ذكرنا هنا من أخبارهم ما يتعلق بالخلافة فقط دون أخبار الدولة والسلطان وهذا الخليفة المتوكل المنصوب الآن لرسم الخلافة والمعين لإقامة المناصب الدينية على مقتضى الشريعة والمبرك بذكره على منابر هذه الإيالة تعظيما لأبيهم الظاهر وجريا على سنن التبرك بسلفهم ولكمال الايمان في محبتهم وتوفية لشروط الإمامة سعتهم وما زال ملوك الهند وغيرهم من ملوك الاسلام بالنواحي يطلبون التقليد منه ومن سلفه بمصر ويكاتبون في ذلك ملوك الترك بها من بنى قلاون وغيره فيجيبونهم إلى ذلك ويبعثون إليهم بالتقليد والخلع والأبهة ويمدون القائمين بأمورهم بمواد التأييد والإعانة بمن الله وفضله
(٥٤٢)