وعند العباسيين السليمانيين في درج نسبهم الثابت انه أحمد بن أبي بكر بن علي بن أحمد بن الإمام المسترشد انتهى كلام صاحب حماة ولم يكن في آبائه خليفة فيما بينه وبين الراشد وبايع له بالخلافة الاسلامية ولقبه الحاكم وفوض هو إليه الأمور العامة والخاصة وخرج هو له عن العهدة وقام حافظا لسياج الدين بإقامة رسم الخلافة وعمرت بذكره المنابر وزينت باسمه السكة ولم يزل على هدا الحال أيام الظاهر بيبرس وولديه بعده ثم أيام الصالح قلاون وابنه الأشرف وطائفة من دولة ابنه الملك الناصر محمد بن قلارن إلى أن هلك سنة احدى وسبعمائة ونصب ابنه أبو الربيع سليمان للخلافة بعده ولقبه المستكفى وحفظ به الرسم وحضر مع السلطان الملك الناصر محمد بن قلاون للقاء التتر في النوبتين اللتين لقيهم فيها فاستوحش منه السلطان بعض أيامه وأنزله بالقلعة وقطعه عن لقاء الناس عاما أو نحوه ثم أذن له في النزول إلى بيته ولقائه الناس إذا شاء وكان ذلك سنة ست وثلاثين ثم تجددت له الوحشة وغر به إلى قوص سنه ثمان وثلاثين ثم هلك الخليفة أبو الربيع سنة أربعين قبل مهلك الملك الناصر رحمهما الله تعالى وكان عهد بالخلافة لابنه أحمد فبويع له ولقب الحاكم ثم بدا للسلطان في امضاء عهد أبيه بذلك فعزله واستبدل منه بأخيه إبراهيم ولقبه المواثق وكان مهلك الناصر لأشهر قريبة من ذلك فأعادوا أحمد الحاكم ولى عهد أبيه سنة احدى وأربعين وأقام في الخلافة إلى سنة ثلاث وخمسين وهلك رحمه لله فولى من بعده أخوه أبو بكر ولقب المعتضد ولم يزل مقيما لرسم الخلافة إلى أن هلك لعشرة أعوام من خلافته سنة ثلاث وستين ونصب بعده ابنه محمد ولقب المتوكل فأقام برسم الخلافة وحضر مع السلطان الأشرف شعبان ابن حسين بن الملك الناصر عام انتقض عليه لترك في طريقه إلى الحج وفسد أمره ورجع الفل إلى مصر وطلبه أمراء الترك في البيعة له بالسلطنة مع الخلافة فامتنع من ذلك ثم خلعه ايبك من أمراء الترك المستبدين أيام سلطانه بالقاهرة سنة تسع وتسعين لمغاضبة وقعت بينهما ونصب للخلافة زكريا ابن عمه إبراهيم الواثق فلم يطل ذلك وعزل زكريا لأيام قليلة وأعاده إلى منصبه إلى أن كانت واقعة قرط التركماني من أمراء العساكر بمصر ومداخلته للمفسدين في الثورة بالسلطان الملك الظاهر أبى سعيد برقوف سنة خمس وثمانين وسعى عند السلطان بأنه ممن داخلة قرط هذا فاستراب به وحبسه بالقلعة سنة ستين وأدال منه بعمر ابن عمه الواثق إبراهيم ولقبه؟؟ فأقام ثلاثا أو نحوها ثم هلك رحمه الله آخر عام ثمانية وثلاثين ونصب السلطان عوضه أخاه زكريا الذي كان ايبك نصبه كما قدمنا ذكره ثم حدثت فتنة بليقا الناصري صاحب حلب سنة احدى وتسعين وسبعمائة وتعالى على السلطان بحبسه الخليفة وأطال النكير
(٥٤١)