ثم بعث بالعساكر إلى إربل فحاصرها وامتنعت فرحل العساكر عنها ثم وصل إليه صاحبها ابن الصلاية فقتله واستولى على الجزيرة وديار بكر وديار ربيعة كلها وتاخم الشأم جميع جهاته حتى زحف إليه بعد كما يذكر وانقرض أمر الخلافة الاسلامية لبنى العباس ببغداد وأعاد لها ملوك الترك رسما جديدا في خلفاء نصبوهم هنالك من أعقاب الخلفاء الأولين ولم يزل متصلا لها العهد على ما نذكر الآن ومن العجب أن يعقوب بن إسحاق الكندي فيلسوف العرب في ذكر ملاحمه وكلامه على القرآن الذي دل على ظهور الملة الاسلامية العربية أن انقراض أمر العرب يكون أعوام الستين والستمائة فكان كذلك وكانت دولة بنى العباس من يوم بويع للسفاح سنة ثنتين وثلاثين ومائة إلى أن قتل المستعصم سنة خمس وستمائة خمسمائة سنة وأربعا وعشرين وعدد خلفائهم ببغداد سعة وثلاثون خليفة والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين
(٥٣٨)