تركش أحد ملوك الصغد ورجلان من أهل الصغد يدعيان أن الأفشين ضربهما وهما امام ومؤذن بمسجد فكشفا عن ظهورهما وهما عاريان من اللحم فقال ابن الزيات للأفشين ما بال هذين قال عهدا إلى معاهدين فوثبا على بيت أصنامهم فكسراها واتخذا البيت مسجدا فعاقبتهما على ذلك وقال ابن الزيات ما بال الكتاب المحلى بالذهب والجوهر عندك وفيه الكفر قال كتاب ورثته من آبائي وأوصوني بما فيه من آدابهم فكت آخذها منه واترك كفرهم ولم أحتج إلى نزع حليته وما ظننت أن مثل هذا يخرج عن الاسلام ثم قال المؤيد انه يأكل لحم المنخنقة ويحملني على أكلها ويقول هو أرطب من لحم المذبوحة ولقد قال لي يوما حملت على كل مكروه لي حتى أكلت الزيت وركبت الجمل ولبست النعل إلى هذه الغاية لم أختتن ولم تسقط عنى شعرة العانة فقال الأفشين أثقة هذا عندكم في دينه وكان مجوسيا قالوا لا قال فكيف تقبلونه على ثم قال للمؤيد أنت ذكرت انى أسررت إليك ذلك فلست بثقة في دينك ولا بكريم في عهدك ثم قال له المرزبان كيف يكاتبك أهل أشروسنة قال ما أدرى قال أليس يكاتبونك بما تفسره بالعربي إلى اله الآلهة من عبد ه فلان قال بلى فقال ابن الزيات فما أبقيت لفرعون قال هذه عادة منهم لابي وجدي ولى قبل الاسلام ولو منعتهم لفسدت على طاعتهم ثم قال له أنت كاتبت هذا وأشار إلى المازيار كتب أخوه إلى أخي قوهيار انه لن ينصر هذا الدين غيرى وغيرك وغير بابك فأما بابك فقد قتل نفسه بجمعه ولقد عهدت أن أمنعه فأبى الا خنقه وأنت ان خالفت لم يرمك القوم بغيري ومعي أهل النجدة وان توجهت إليك لم يبق أحد يحاربنا الا العرب والمغاربة والترك والعربي كلب تناوله لقمة وتضرب رأسه والمغاربة أكلة رأس والأتراك لهم صدمة ثم تجول الخيل جولة فتأتي عليهم ويعود هذا الدين إلى ما كان عليه أيام العجم فقال الأفشين هذا يدعى ان أخي كتب إلى أخيه فما يجب على ولو كتب فأنا أستميله مكرا به لا حظي عند الخليفة كما حظي به ابن طاهر فزجره ابن أبي دواد فقال له الأفشين ترفع طيلسانك فلا تضعه حتى تقتل جماعة فقال أمتطهر أنت قال لا قال فما يمنعك وهو شعار الاسلام قال خشيت على نفسي من قطعه قال فكيف وأنت تلقى الرماح والسيوف قال تلك ضرورة أصبر عليها وهذا أستجلبه فقال ابن أبي دواد لبغا الكبير قد بان لكم أمره يا بغا عليك به فدفعه بيديه ورده إلى محبسه وضرب مازيار أربعمائة سوط فمات منها وطلب أفشين من المعتصم أن ينفذ إليه من يثق به فبعث حمدون به إسماعيل فاعتذر له عن جميع ما قيل فيه وحمل إلى دار اتياخ فقتل بها وصلب على باب العامة ثم أحرق وذلك في شعبان من سنة ست وعشرين وقيل قطع عنه الطعام والشراب حتى مات
(٢٦٩)