النبي عليه السلام قال، في قوله: (إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم) توبته إكذابه نفسه، فإذا تاب قبلت شهادته (1).
مسألة 12: من شرط التوبة من القذف، أن يكذب نفسه حتى يصح قبول شهادته فيما بعد، بلا خلاف بيننا وبين أصحاب الشافعي (2).
إلا أنهم اختلفوا فقال أبو إسحاق، وهو الصحيح عندهم: أن يقول القذف باطل، ولا أعود إلى ما قلت (3).
وقال الإصطخري: التوبة إكذابه نفسه. هكذا قال الشافعي: وحقيقة ذلك أن يقول: كذبت فيما قلت، قال أبو حامد: وليس بشئ (4).
وهذا هو الذي يقتضيه مذهبنا، لأنه لا خلاف بين الفرقة أن من شرط ذلك أن يكذب نفسه، وحقيقة الإكذاب أن يقول: كذبت فيما قلت.
كيف وهم رووا أيضا أنه يحتج إلى أن يكذب نفسه في الملأ الذين قذف بينهم، وفي موضعه (5)، فيثبت ما قلناه.