وما رواه في الكافي (1) عن الحلبي في الصحيح أو الحسن عن أبي عبد الله (ع) قال: (أتى العباس أمير المؤمنين (ع) فقال يا علي إن الناس قد اجتمعوا أن يدفنوا رسول الله صلى الله عليه وآله في بقيع المصلى وأن يؤمهم رجل منهم فخرج أميرا المؤمنين (ع) إلى الناس فقال: يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله إمام حيا وميتا، وقال إني أدفن في البقعة التي أقبض فيها. ثم قام على الباب فصلى عليه ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون).
وما رواه في الكتاب المذكور (2) عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال (لما قبض النبي صلى الله عليه وآله صلت عليه الملائكة والمهاجرون والأنصار فوجا فوجا. قال وقال أمير المؤمنين (ع) سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في صحته وسلامته: إنما أنزلت هذه الآية على في الصلاة على بعد قبض الله لي: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) (3).
وما رواه الثقة الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الإحتجاج عن سليم بن قيس عن سلمان الفارسي في حديث يصف فيه تغسل علي (ع) له صلى الله عليه وآله (4) قال فيه (فلما غسله وكفنه أدخلني وأدخل أبا ذر والمقداد وفاطمة وحسنا وحسينا (عليهم السلام) فتقدم وصففنا خلفه فصلى عليه ثم أدخل عشرة من المهاجرين وعشرة من الأنصار فيصلون ويخرجون حتى لم يبق أحد من المهاجرين والأنصار إلا صلى عليه).
وأنت خبير بأنه ربما ظهر من التأمل في هذه الأخبار الواردة في صلاة الناس على النبي صلى الله عليه وآله فوجا فوجا إنما هو بمعنى الدعاء خاصة وأنه لم يصل عليه الصلاة المعهودة إلا علي (ع) مع هؤلاء النفر الذين تضمنهم حديث الاحتجاج، وإليه