كان أمر الصوائف قد انقطع منذ سنة ثلاثين بما وقع من الفتن فلما كانت سنة ثلاث وثلاثين أقبل قسطنطين ملك الروم إلى ملطية ونواحيها فنازل حصن بلخ واستنجدوا أهل ملطية فأمدوهم بثمانمائة مقاتل فهزمهم الروم وحاصروا ملطية والجزيرة مفتوحة وعاملها موسى بن كعب بخراسان فسلموا البلد على الأمان لقسطنطين ودخلوا إلى الجزيرة وخرب الروم ملطية ثم ساروا إلى قاليقلا ففتحوها وفى هذه السنة سار أبو داود وخالد بن إبراهيم إلى الجتن فدخلها فلم تمتنع عليه وتحصن منه السبيل ملكهم وحاصره مدة ثم فرض الحصن ولحق بفرغانة ثم دخلوا بلاد الترك وانتهوا إلى بلد الصين وفيها بعث صالح بن علي بن فلسطين سعيد بن عبد الله لغزو الصائفة وراء الدروب وفى سنة خمس وثلاثين غزا عبد الرحمن بن حبيب عامل إفريقية جزيرة صقلية فغنم وسبى وظفر بما لم يظفر به أحد قبله ثم سفل ولاة إفريقية بفتن البربر فأمن أهل صقلية وعمر الحصون والمعاقل وجعلوا الأساطيل تطوف بصقلية للحراسة وربما صادفوا تجار المسلمين في البحر فأخذوهم وفى سنة ثمان وثلاثين خرج قسطنطين ملك الروم فأخذ ملطية عنوة وهدم سورها وعفا عن أهلها فغزا العباس بن محمد الصائفة ومعه عماه صالح وعيسى وبنى ما خربه الروم من سور ملطية من سورة الروم ورد إليها أهلها وأنزل بها الجند ودخل دار الحرب من درب الحرث وتوغل في أرضهم ودخل جعفر بن حنظلة البهراني من درب ملطية وفى سنة تسع وثلاثين كان الفداء بين المسلمين والروم في أسرى قاليقلا وغيرهم ثم غزا بالصائفة سنة أربعين عبد الوهاب بن إبراهيم الامام ومعه الحسن بن قحطبة وسار إليهم قسطنطين ملك الروم في مائة ألف فبلغ جيحان وسمع كثرة المسلمين فأحجم عنهم ورجع ولم تكن بعدها صائفة إلى سنة ست وأربعين لاشتغال المنصور بفتنة بنى حسن وفى سنة ست وأربعين خرج الترك والحدر بن باب الأبواب وانتهوا إلى أرمينية وقتلوا من أهلها جماعة ورجعوا وفى سنة سبع وأربعين أغار استرخان الخوارزمي في جمع من الترك على أرمينية فغنم وسبى ودخل تفليس فعاث فيها وكان حرب بن عبد الله مقيما بالموصل في ألفين من الجند لمكان الخوارزمي بالجزيرة فأمره المنصور بالمسير لحرب الترك مع جبريل بن يحيى فانهزموا وقتل حرب في كثير من المسلمين وفيها غزا بالصائفة مالك بن عبد الله الخثعمي من أهل فلسطين ويقال له ملك الصوائف فغنم غنائم كثيرة وقسمها بدرب الحرث وفى سنة تسع وأربعين غزا بالصائفة العباس بن محمد ومعه الحسن بن قحطبة ومحمد بن الأشعث فدخلوا أرض الروم وعاثوا ورجعوا ومات محمد بن الأشعث في طريقه في سنة احدى وخمسين وقتل أخوه محمد ولم يدر ثم غزا بالصائفة سنة أربع وخمسين زفر بن عاصم الهلالي وفى سنة خمس
(٢٠٣)