قال (عليه السلام) (1): حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن رسول (صلى الله عليه وآله) إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبضه بقبض العلماء فإذا لم ينزل عالم إلى عالم يصرف عنه طلاب حطام الدنيا وحرامها ويمنعون الحق أهله ويجعلونه لغير أهله واتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا. وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) يا معشر شيعتنا المنتحلين لمودتنا إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن تفلتت منهم الأحاديث أن يحفظوها وأعيتهم السنة أن يعوها فاتخذوا عباد الله خولا وماله دولا فذلت لهم الرقاب وأطاعهم الخلق أشباه الكلاب ونازعوا الحق أهله وتمثلوا بالأئمة الصادقين (عليهم السلام) وهم من الكفار الملاعين فسئلوا فانفوا أن يعترفوا بأنهم لا يعلمون فعارضوا الدين بآرائهم فضلوا وأضلوا أما لو كان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أو لي بالمسح من ظاهرهما. وقال الرضا (عليه السلام) قال علي بن الحسين (عليهما السلام): إذا رأيتم الرجل.. الحديث إلى آخره.
وهو كما ترى واضح في ما ادعيناه وسياق كلامه (عليه السلام) وإن كان بالنسبة إلى علماء العامة إلا أنه شامل لمن حذا حذوهم في الاخلال بتلك الشروط سيما مع ما في الرواية المذكورة والدخول في هذا الأمر خطير مع الاتصاف بتلك الأمور المذكورة.
و (ثانيا) ما رواه ثقة الاسلام في الكافي بسنده عن أبي عبد الله عن أمير المؤمنين (عليهما السلام) (2) أنه كان يقول يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل كثيرة فرأسه التواضع وعينه البراءة من الحسد وأذنه الفهم ولسانه الصدق وحفظه الفحص وقلبه حسن النية وعقله معرفة الأشياء والأمور ويده الرحمة ورجله زيارة العلماء وهمته السلامة وحكمته الورع ومستقره النجاة وقائده العافية ومركبه الوفاء وسلاحه لين الكلام وسيفه الرضا وقوسه المداراة وجيشه محاورة العلماء ومآله الأدب وذخيرته اجتناب الذنوب وزاده المعروف ومأواه الموادعة ودليله الهدى