أن يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد على ما هدانا أقول: وهذه كيفية أخرى أيضا. والعمل بالصورة التي اتفقت عليها رواية الأعمش ورواية النقاش بناء على نقل الصدوق لها هو الأحوط وإن كان القول بالتخيير بين ما ورد هو الوجه في الجمع بين الأخبار.
وأنت خبير بأن ما قدمنا نقله عن ابن الجنيد والشيخ المفيد وكذلك الشيخ في النهاية والمبسوط من صورة تكبير الفطر مع اختلافه لا ينطبق شئ منه على ما دل عليه الخبران المذكوران، وحمله على وصول أخبار لهم مما ذكره كل منهم مع عدم وصول شئ منها لنا وإن أمكن لكنه بعيد، وأبعد منه أن يكون ما قاله كل منهم عن اجتهاد في المسألة إذ لا مسرح للاجتهاد في مثل ذلك.
وأما بالنسبة إلى عيد الأضحى فالأخبار فيه أشد اختلافا وأبعد ائتلافا، قال المدارك: واختلف الأصحاب (رضوان الله عليهم) في كيفية التكبير في الأضحى والأجود العمل بما رواه معاوية بن عمار في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) (1) قال: (والتكبير أن يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام والحمد لله على ما أبلانا) انتهى.
أقول: لا أعرف لهذه الأجودية وجها إلا من حيث صحة سند هذه الرواية باصطلاحه، وقد عرفت أن صحيحة منصور بن حازم المتقدمة (2) قد تضمنت التكبير في الأضحى بوجه آخر، وفي صحيحة زرارة أو حسنته بإبراهيم بن هاشم الذي قدمنا قريبا عنه عد حديثه في الحسن عن أبي جعفر (ع) (3) (يقول فيه: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام) وهذه أيضا كيفية ثالثة.
وبذلك يظهر لك أنه لا وجه لهذه الأجودية وترجيح تلك الرواية لأجلها