رسول الله بالخروج في طلب العدو قلنا: لا تفوتنا غزوة مع رسول الله والله مالنا دابة نركبها، وما منا إلا جريح ثقيل. فخرجنا مع رسول الله وكنت أيسر جرحا من أخي، فكنت إذا غلب حملته عقبة، ومشى عقبة (أي إذا غلبه الوجع حملته نوبة ومشى نوبة) حتى بلغنا حمراء الأسد، وبلغ الخبر إلى أبي سفيان وندموا، وألقى الله الرعب في قلوبهم، ونزل جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إرجع يا محمد، فإن الله تعالى قد أرعب قريشا ومروا لا يلوون على شئ. فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة يوم الجمعة وفيهم نزلت * (الذين استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح) * إلى آخر الآيات. هذا ملخص القضية وملفقها (1).
باب فيه غزوة حمراء الأسد (2).
حمز: حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء وعم رسول الله (صلى الله عليه وآله). مدائحه كثيرة وشؤونه خطيرة.
الآيات التي نزلت فيه: منها قوله تعالى: * (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات - إلى قوله - صراط الحميد) * نزل في أمير المؤمنين (عليه السلام) وحمزة وعبيدة (3).
ومنها قوله تعالى: * (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه) * يعني حمزة وجعفر بن أبي طالب - الخ (4).
ومنها قوله تعالى: * (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * نزل فيهم (5).
ومنها قوله تعالى: * (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * نزل فيهم (6).