فخرج الناس يمينا وشمالا فمددت عيني فرأيت شخصا أسود على تل قد انفرد فقصدت نحوه، فرأيته يحرك شفتيه فلم يتم دعاءه حتى أقبلت غمامة، فلما نظر إليها حمد الله وانصرف وأدركنا المطر حتى ظنناه المغرق (1)، فاتبعته حتى دخل دار علي بن الحسين عليهما السلام، فدخلت اليه فقلت له: يا سيدي في دارك غلام أسود تفضل على ببيعه فقال: يا سعيد ولم لا يوهب لك، ثم أمر القيم على غلمانه بعرض كل من في الدار عليه فجمعوا فلم أر صاحبي بينهم فقلت (له - ك) فلم أره فقال: انه لم يبق الا فلان السائس فأمر به فاحضر، فإذا هو صاحبي فقلت له: هذا هو فقال له: يا غلام ان سعيدا قد ملكك فامض معه، فقال لي الأسود: ما حملك على أن فرقت بيني وبين مولاي فقلت له: انى رأيت ما كان منك على التل فرفع يده إلى السماء مبتهلا ثم قال: إن كانت سريرة ما بينك وبيني قد أذعتها على فاقبضني إليك، فبكى علي بن الحسين عليهما السلام وبكى من حضره وخرجت باكيا، فلما صرت إلى منزلي وافاني رسوله عليه السلام فقال لي: ان أردت أن تحضر جنازة صاحبك فافعل فرجعت معه ووجدت العبد قد مات بحضرته.
وتقدم في رواية تحف العقول (15) من باب (1) وجوب الاجتناب عن الحرام من أبواب ما يكتسب به قوله عليه السلام فكل مأمور به مما هو غذاء للعباد وقوامهم به في أمورهم في وجوه الصلاح (إلى أن قال) فهذا كله حلال بيعه وشراءه وامساكه واستعماله وهبته وعاريته واما وجوه الحرام من البيع والشراء فكل أمر يكون فيه الفساد مما هو منهى عنه من جهة أكله وشربه أو كسبه أو نكاحه أو ملكه أو إمساكه أو هبته (إلى أن قال) فهذا كله حرام ومحرم، وقوله عليه السلام وكذلك كل بيع ملهو به وكل منهى عنه مما يتقرب به لغير الله (إلى أن قال) فهو