عبد الله، ثم أجالها ثالثة فخرج سهم عبد الله، فأخذه وحبسه وعزم على ذبحه فاجتمعت قريش ومنعته من ذلك، واجتمع نساء عبد المطلب يبكين ويصحن، فقالت له ابنته عاتكة: يا أبتاه أعذر فيما بينك وبين الله عز وجل في قتل ابنك، قا: وكيف أغدر يا بنية، فإنك مباركة قالت: أعمد إلى تلك السوائم التي لك في الحرم، فاضرب بالقداح على ابنك وعلى الإبل (1) وأعط ربك حتى يرضى فبعث عبد المطلب إلى إبله فأحضرها وأعزل منها عشرا وضرب بالسهام فخرج سهم عبد الله فما زال يزيد عشرا عشرا حتى بلغت مائة فضرب فخرج السهم على الإبل فكبرت قريش تكبيرة ارتجت لها جبال تهامة، فقال عبد المطلب: لا، حتى أضرب بالقداح ثلاث مرات فضرب ثلاثا كل ذلك يخرج السهم على الإبل، فلما كانت في الثلاثة اجتذبه الزبير وأبو طالب وأخواتهما (2) من تحت رجليه فحملوه، وقد انسلخت جلدة خده التي كانت على الأرض وأقبلوا يرفعونه ويقبلونه ويمسحون عنه التراب، فأمر عبد المطلب أن تنحر الإبل بالحزورة ولا يمنع أحد منها الحديث.
المناقب 20 ج 1 - تصور لعبد المطلب أن ذبح الولد أفضل قربة لما علم من حال إسماعيل فنذر أنه متى رزق عشرة أولاد ذكور أن ينحر أحدهم للكعبة شكرا لربه فلما وجدهم عشرة قال لهم: يا بني ما تقولون في نذري؟ فقالوا: الامر إليك ونحن بين يديك. الخبر.
وتقدم في رواية عبد الرحمن (1) من باب (32) ان من حلف لينحرن ولده لم تنعقد من أبواب الايمان قوله رجل حلف ان ينحر ولده قال عليه السلام ذلك من خطوات الشيطان.
* (7) باب أن من نذر أن يهدى طعاما أو لحما لم ينعقد، وانما ينعقد إذا نذر أن يهدى إلى الكعبة بدنة أو نحوها قبل الذبح * 1619 (1) نوادر أحمد بن محمد 34 - عن محمد بن الفضل الكناني