الحسن وشيعة في الأسطول إلى سبتة وخرج إلى غمارة وبلغ الخبر إلى مسعود بن ماسى فخرج إليه في العسكر وحاصره بتلك الجبال ثم جاءه الخبر بموت سلطانه موسى ابن السلطان أبى عنان بفاس فارتحل راجعا ولما وصل إلى دار الملك نصب على الكرسي صبيا من ولد السلطان أبى العباس كان تركه بفاس وجاء السلطان أبو عنان ابن الأمير أبى الفضل ونزل بجبل زرهون قبالة فاس وخرج ابن ماسى في العساكر فنزل قبالته وكان متولى أمره أحمد بن يعقوب الصبيحي وقد غص بن أصحابه فذبوا عليه وقتلوه امام خيمة السلطان وامتعض السلطان لذلك ووقعت المراسلة بينه وبين ابن ماسى على ابن يبايع بشرط الاستبداد عليه واتفقا على ذلك ولحق السلطان بابن ماسى ورجع به إلى دار الملك فبايع له وأخذ له البيعة من الناس وكانت معه حصة من جند السلطان ابن الأحمر مع مولى من مواليه فحبسهم جميعا وامتعض لذلك السلطان فاركب أبا العباس البحر وجاء معه بنفسه إلى سبتة فدخلها وعساكر ابن ماسى عليها يحاصرونها فبايعوا جميعا للسلطان أبى العباس ورجع ابن الأحمر إلى غرناطة وسار السلطان أبو العباس إلى فاس واعترضه ابن ماسى في العساكر فحاصره بالصفيحة من جبل غمارة وتحدث أهل عسكره في اللحاق بالسلطان أبى العباس ففزعوا إليه وهرب ابن ماسى وحاصره السلطان شهرا حتى نزلوا على حكمه فقطع ابن ماسى بعد أن قتله ومثل به وقتل سلطانه واستلحم سائر بنى ماسى بالتنكيل والقتل والعذاب واستولى على المغرب واستبد بملكه وأفرج السلطان ابن الأحمر على سبتة وأعادها إليه واتصلت الموالاة بينهما وأقام ابن الأحمر في اعتزازه ولم تطرقه نكبة ولا حادثة سائر أيامه الا ما بلغنا أنه نمى له عن ابنه ولى عهده أبى الحجاج يوسف انه يروم التوثب به وكان على سفر في بعض نواحي الأندلس فقبض على ولده لحينه ورجع إلى غرناطة ثم استكشف حاله فظهرت براءته فأطلقه وأعاده إلى أحسن أحواله والا ما بلغنا أيضا انه لما سار من غرناطة إلى جبل الفتح شار بالأحوال السلطان أبى العباس وهو بالصفيحة من جبال غمارة وابن ماسى يحاصره فنمى إليه ان بعض حاشيته من أولاد الوزراء وهو ابن مسعود البلنسي ابن الوزير أبى القاسم بن حكيم قد اتفقوا على اغتياله وان ابن ماسى دس إليهم بذلك ونصبت له على ذلك العلامات التي عرفها فقبض عليهم لحينه ولم يمهلهم وقتلهم وجميع من داخلهم في ذلك ورجع إلى غرناطة وأقام ممتنعا بملكه إلى أن هلك سنة ثلاث وتسعين فولى مكانه ابنه أبو الحجاج وبايعه الناس وقام بأمره خالد مولى أبيه وتقبض على اخوته سعد ومحمد ونصر فهلكوا في محبسهم ولم يوقف لهم على خبر ثم سعى عنده في خالد القائم بدولته أنه أعد السم لقتله وان يحيى بن الصائغ اليهودي
(١٧٨)