في الرقة حتى يأتيه رأى المقتدر فأقام بها سنة ثم جاءه كتاب المقتدر بالرجوع إلى إفريقية وأمر النوشزي بامداده بالرجال والمال لاسترجاع الدعوة بإفريقية ووصل إلى مصر فأصابته بها علة مزمنة وسقط شعره ويقال انه سم وخرج إلى بيت المقدس ومات بها وتفرق بنو الأغلب وانقطعت أيامهم والبقاء لله وحده والله سبحانه وتعالى أعلم [بقية أخبار صقلية ودولة بنى أبى الحسن الكلبيين بها من العرب المستبدين بدعوة العبيديين وبداية أمرهم وتصاريف أحوالهم] ولما استولى عبيد الله المهدى على إفريقية ودانت له وبعث العمال في نواحيها بعث على جزيرة صقلية الحسن بن محمد بن أبي خنزير من رجالات كتامة فوصل إلى مأزر سنة سبع وتسعين في العساكر فولى أخاه على كبر كيت وولى على القضاء بصقلية إسحاق بن المنهال ثم سار سنة ثمان وتسعين في العساكر إلى ومش فعاث في نواحيها ورجع ثم شكى أهل صقلية سوء سيرته وثاروا به وحبسوه وكتبوا إلى المهدى معتذرين فقبل عذرهم وولى عليهم أحمد بن قهرب وبعث سرية إلى أرض قلورية فدوخوها ورجعوا بالغنائم والسبي ثم أرسل سنة ثلثمائة ابنه عليا إلى قلعة طرمين المحدثة ليتخذها حصنا لحاشيته وأمواله حذرا من ثورة أهل صقلية فحصرها ابنه ستة أشهر ثم اختلف عليه العسكر فأحرقوا خيامه وأرادوا قتله فمنعه العرب ودعا هو الناس إلى طاعة المقتدر فأجابوه وقطع خطبة المهدى وبعث الأسطول إلى إفريقية ولقوا أسطول المهدى وقائده الحسن بن أبي خنزير فقتلوه وأحرقوا الأسطول وسار أسطول بن قهرب إلى صفاقس فخربوها وانتهوا إلى طرابلس وانتهى الخبر إلى القائم بن المهدى ثم وصلت الخلع والألوية من المقتدر إلى ابن قهرب ثم بعث الجيش في الأسطول إلى قلورية فعاثوا في نواحيها ورجعوا ثم بعث ثانية أسطولا إلى إفريقية فظفر به أسطول المهدى فانتقض أمره وعصى عليه أهل كبركيت وكاتبوا المهدى ثم ثار الناس بابن قهرب آخر الثلثمائة وحبسوه وأرسلوه إلى المهدى فأمر بقتله على قبر ابن خنزير في جماعة من خاصته وولى على صقلية أبا سعيد بن أحمد وبعث معه العساكر من كتامة فركب إليها البحر فنزل في طرابنة وعصى عليه أهل صقلية بمن معه من العساكر فامتنعوا عليه وقاتله أهل كبركيت وأهل طرابنة فهزمهم وقتلهم ثم استأمن إليه أهل طرابنة فأمنهم وهدم أبوابها وأمره المهدى بالعفو عنهم ثم ولى المهدى على صقلية سالم بن راشد وأمده سنة ثلاث عشرة بالعساكر فعبر البحر إلى أرض انكبردة فدوخها وفتحوا فيها حصونا ورجعوا ثم عادوا إليها ثانية وحاصروا مدينة ادونت أياما ورحلوا عنها ولم يزل أهل صقلية يغيرون على ما بأيدي الروم من جزيرة صقلية وقلورية ويعيثون في نواحيها
(٢٠٧)