قلعة الحضرمية وكان له من الولد محمد وإبراهيم وعبد الله ويوسف وهلك فولى بعده ابنه يوسف وأشرك ابنه إسماعيل معه في الامر مدة حياته ثم هلك وانفرد إسماعيل بملك اليمامة وكان له من الاخوة الحسن وصالح ومحمد بنو يوسف فلما هلك إسماعيل ولى من بعده أخوه الحسن وبعده ابنه أحمد بن الحسن ولم يزل ملكها فيهم إلى أن غلب عليهم القرامطة وانقرض أمرهم والبقاء لله وكان بمدينة غانة من بلاد السودان بالمغرب مما يلي البحر المحيط ملك بنى صالح ذكرهم صاحب كتاب رجار في الجغرافيا ولم نقف على نسب صالح هذا من خبر يعول عليه وقال بعض المؤرخين انه صالح بن عبد الله بن موسى بن عبد الله الملقب أبا الكرام ابن موسى الجون وأنه خرج أيام المأمون بخراسان وحمل إليه وحبسه وابنه محمد من بعده ولحق بنوه بالمغرب فكان لهم ملك في بلد غانة ولم يذكر ابن حزم في أعقاب موسى الجون صالحا هذا بهذا النسب ولعله صالح الذي ذكرناه آنفا في ولد يوسف بن محمد الأخيضر والله أعلم [الخبر عن دولة السليمانيين من بني الحسن بمكة ثم بعدها باليمن ومبادي أمورهم وتصاريف أحوالهم] مكة هذه أشهر من أن نعرف بها أو نصفها إلا أنه لما انقرض سكانها من قريش بعد المائة الثانية بالفتن الواقعة بالحجاز من العلوية مرة بعد أخرى فأقفرت من قريش ولم يبق بها الا اتباع بنى حسن أخلاط من الناس ومعظمهم موال سود من الحبشة والديلم ولم يزل العمال عليها من قبل بنى العباس وشيعتهم والخطبة لهم إلى أن اشتغلوا بالفتن أيام المستعين والمعتز وما بعدهما فحدثت الرياسة فيها لبنى سليمان بن داود بن حسن المثنى بن الحسن السبط وكان كبيرهم آخر المائة الثانية محمد بن سليمان وليس هو سليمان ابن داود لان ذلك ذكره ابن حزم أنه قام بالمدينة أيام المأمون وبين العصرين نحو من مائة سنة سنة احدى وثلثمائة أيام المقتدر وخلع طاعة العباسية وخطب في الموسم فقال الحمد لله الذي أعاد الحق إلى نظامه وأبرز زهر الايمان من أكمامه وكمل دعوة خير الرسل بأسباطه لا بني أعمامه صلى الله عليه وآله الطاهرين وكف عنا ببركته أسباب المعتدين وجعلها كلمة باقية في عقبه إلى يوم الدين ثم أنشد لأطلبن بسيفي * ما كان للحق دينا * وأسطون بقوم * بغوا وجاروا علينا يهدون كل بلاد * من العراق علينا وكان يلقب بالزبيدي نسبة إلى نحلته من مذاهب الامامية وبقي ركب العراق يتعاهد مكة إلى أن اعترضه أبو طاهر القرمطي سنة ثنتي عشرة وأسر أبا الهيجاء بن حمدان والد سيف الدولة وجماعة معه وقتل الحجاج وترك النساء والصبيان بالقفر فهلكوا
(٩٩)