من خفاجة والتقى أبو كليجار وجلال الدولة فانهزم أبو كليجار وقتل من أصحابه كثير واستولى جلال الدولة على واسط وأعاد إليها ابنه عبد العزيز كما كان ولما فارق دبيس أبا كليجار وجد جماعة من عشيرته قد خالفوا عليه وعاثوا في نواحي الجامعين فقاتلهم وظفر بهم وأسر منهم جماعة منهم أبو عبد الله الحسين ابن عمه أبى الغنائم وشبيب وسرايا ووهب بنو عمه حماد بن مزيد وحبسهم بالجوسق ثم جمع المقلد أخوه جموعا من العرب واستمد جلال الدولة فأمده بعسكر وقصدوا دبيس فانهزم وأسر جماعة من أصحابه ونزل المعتقلون بالجوسق فنهبوا حلله ولحق دبيس بالشر يد منهزما فسار به إلى مجد الدولة وضمن عنه المال المقرر في ولايته فأجيب إلى ذلك وخلع عليه واستقام حاله وذهب المقلد مع جماعة من خفاجة فنهبوا مطيرا باد والنيل أقبح نهب وعاثوا في منازلها ولم تكن الحلة بنيت يومئذ وعبر المقلد دجلة إلى أبي الشوك فأقام عنده حتى أصلح أمره * (الفتنة بين دبيس وأخيه ثابت) * كان أبو قوام ثابت بن علي بن مزيد متصلا بالبساسيري سنة أربع عشرين وتزحزح لهم دبيس عن البلاد وملك ثابت النيل وأعمال دبيس وبعث دبيس طائفة من أصحابه لقتال ثابت فانهزموا فسار دبيس عن البلاد وتركها لنابت حتى رجع البساسيري إلى بغداد فسار في جموع بنى أسد وخفاجة ومعه أبو كامل منصور بن قراد وتركوا حللهم بين حصني وجرى وساروا جريدة ولقيهم ثابت عند جر جرا فاقتتلوا مليا ثم تحاجزوا واصطلحوا على أن يعود بيس إلى أعماله ويقطع أخاه ثابتا بعض تلك الأعمال وتحالفوا على ذلك وافترقوا وجاء البساسيري منجد الثابت فبلغه الخبر بالنعمانية فرجع * (الفتنة بين دبيس وعسكر واسط) * كان الملك الرحيم قد أقطع دبيس بن مزيد سنة احدى وأربعين حماية نهر الصلة ونهر الفضل وهي من اقطاع جند واسط فسخطوا ذلك واجتمعوا وبعثوا إليه بالتهديد فراجعهم إلى حكم الملك الرحيم فغضبوا وزحفوا إليه فلقيهم وأكمن لهم فهزمهم وأثخن فيهم وغنم أموالهم ودوابهم ورجعوا إلى واسط يستنجدون جند بغداد ويرغبون من البساسيري في المدافعة عنهم ويعطوه نهر الصلة ونهر الفضل * (ايقاع دبيس بخفاجة) * وفى سنة ست وأربعين قصد بنو خفاجة الجامعين من أعمال دبيس فعاثوا فيها من عرفي الفرات وكان دبيس في شرقيه فاستنجد البساسيري فجاء نفسه وعبر دبيس الفرات
(٢٧٨)