في خطابه فأوقع به ونفاه وحبس كاتبه إسحاق بن يعقوب واتهمه بأنه أفضى بسره إلى أخيه وخرج أخوه حاجا وسار من هنالك إلى العراق ووصف أخاه بالجميل فخطى بذلك عند الموفق واستفحل أمر أحمد واستكثر من الجند وخافه أنا جور بالشأم وكتب الموفق يغريه بشأنه وأنه يخشى على الشأم منه فكتب الموفق إلى ابن طولون بالشخوص إلى العراق لتدبير أمر السلطان وأن يستخلف على مصر فشعر ابن طولون بالمكيدة في ذلك فبعث كاتبه أحمد بن محمد الواسطي إلى يارجوج والى الوزير وحل إليهما الأموال والهدايا وكان يارجوج متمكنا في الدولة فسعى في أمره وأعفاه من الشخوص وأطلق ولده وحرمه واشتدت وطأة ابن طولون وخافه أحمد بن المدبر فكتب إلى أخيه إبراهيم أن يتلطف له في الانصراف عن مصر فورد الكتاب بتقليده خراج دمشق وفلسطين والأردن وصانع ابن طولون بضياعه التي ملكها وسار إلى عمله بمصر وشيعه وتقدم لابن طولون باستحثاثه فتتابع حمل الأموال إلى المعتمد ثم كتب ابن طولون بأن تكون جباية الخراج له فأسعف بذلك وأنفذ المعتمد نفيسا الخادم بتقليده خراج مصر وضريبتها وخراج الشأم وبعث إليه نفيس الخادم ومعه صالح بن أحد بن حنبل قاضي الثغور ومحمد بن أحمد الجزوعي قاضي واسط شاهدين باعفائه ما زاد على الرسم من المال والطرز ومات يارجوج في رمضان سنة تسع وخمسين وكان صاحب مصر ومن أقطاعه ويدعى له قبل ابن طولون فلما مات استقل أحمد بمصر * (فتنة ابن طولون مع الموفق) * لما استأمن من الزنج وتغلبوا على نواحي البصرة وهزموا العساكر بعث المعتمد إلى الموفق وكان المهتدى نفاه إلى مكة فعهد له المعتمد بعد ابنه المفوض وقسم ممالك الاسلام بينهما وجعل الشرق للموفق ودفعه لحرب الزنج وجعل الغرب للمفوض واستخلف عليه موسى بن بغا واستكتب موسى بن عبيد الله بن سليمان بن وهب وأودع كتاب عهدهما في الكعبة وسار الموفق لحرب الزنج واضطرب الشرق وقعد الولاة عن الحمل وشكا الموفق الحاجة إلى المال وكان ابن طولون يبعث الأموال إلى المعتمد يصطنعه بذلك فأنفذ الموفق نحريرا خادم المتوكل إلى أحمد بن طولون يستحثه لحمل الأموال والطرز والرقيق والخيل ودس إليه أن يعتقله واطلع على الكتب وقتل بعض القواد وعاقب آخرين وبعث مع نحرير ألفى ألف ومائتي ألف دينار ورقيقا وطرزا وجمع الرسم وبعث معه من أسلمه إلى ثقة اناجور صاحب الشأم ولما فعل ابن طولون بتحرير ما فعل كتب الموفق إلى موسى بن بغا بصرف أحمد بن طولون عن مصر وتقليدها أنا جور
(٢٩٩)