وشد منطقته ثم قطع خلعته وأنفذها إلى السلطان وتبعه بما عقد معه وعاد السلطان إلى خراسان بعد أن كان عازما على التوغل بلاد الهند * (مسير ايلك خان إلى خراسان وهزيمته) * كان السلطان محمود لما ملك ايلك خان بخارا كما مر وكتب إليه مهنيا وتردد السفراء بينهما في الوصلة وأوفد عليه سهل بن محمد بن سليمان الصعلوكي امام الحديث ومعه طغان جق والى سرخس في خطبة كريمته بهدية فاخرة من سبائك العقيان واليواقيت والدر والمرجان والوشي والحمر وصواني الذهب مملوءة بالعنبر والكافور والعود والنصول وأمامه الفيول تحت الخروج المغشاة فقوبلت الهدية بالقبول والوافد بالتعظيم له ولمن أرسله وزفت المخطوبة بالهدايا والالطاف واتحدت الحال بين السلطانين ولم يزل السعاة يغرون ما بينهما حتى فسد ما بينهما فلما سار السلطان محمود إلى الملتان اغتنم ايلك خان الفرصة وبعث سياسي تكين قريبه وقائد جيشه إلى خراسان وبعث معه أخاه جعفر تكين وذلك سنة تسعين فملك بلخا وأنزل بها جعفر تكين وكان أرسلان الحاجب بهراة أنزله السلطان بها وأمره إذا دهمه أن ينحاز إلى غزنة وقصد سباسى هراة وسكنها وندب الحسين بن نصر إلى نيسابور فملكها ورتب العمال واستخرج الأموال وطار الخبر إلى السلطان بالهند وقصد بلخ فهرب جعفر تكين إلى ترمذ واستقر السلطان ببلخ وسرح أرسلان الحاجب في عشرة آلاف من العساكر إلى سباسى تكين بهراة فسار سباسى إلى مرو واعترضه التركمان وقاتلهم فهزمهم وأثخن فيهم ثم سار إلى أبيورد ثم إلى نسا وأرسلان في اتباعه حتى انتهى إلى جرجان فصد عنها وركب قلل الجبال والغياض وتسلط الكراكلة على أثقاله ورجاله واستأمن طوائف من أصحابه إلى قابوس لعدم الظهر ثم عاد إلى نسا وأصدر ما معه إلى خوارزم شاه أبى الحسن علي بن مأمون وديعة لايلك خان واقتحم المفازة إلى مرو فسار السلطان لاعتراضه ورماه محمد بن سبع بمائة من القواد حملوا إلى غزنة ونجا سباسى تكين في فل من أصحابه فعبر النهر إلى ايلك خان وقد كان ايلك خان بعث أخاه جعفر تكين في ستة آلاف راجل إلى بلخ ليفتر من عزيمة السلطان عن قصد سباسى تكين فلم يفتر ذلك من عزمه حتى أخرج سباسى من خراسان ثم قصدهم فانهزموا أمامه وتبعهم أخوه نصر بن سبكتكين صاحب جيش خراسان إلى ساحل جيحون فقطع دابرهم ولما بلع الخبر إلى ايلك خان قام في ركائبه وبعث بالصريخ إلى ملك الختل وهو قدر خان بن بقرا خان لقرابة بينهما وصهر فجاءه بنفسه ونفر معه واستجاش أحياء النزل ودهاقين ما وراء النهر وعبر النهر في خمسين ألفا وانتهى إلى السلطان خبره وهو
(٣٦٧)