* (استيلاء جلال الدولة على ملك بغداد) * ولما عظم الهرج ببغداد ورأى الأتراك أن البلاد تخرب وان العرب والأكراد والعامة قد طمعوا فيهم ساروا جميعا إلى دار الخلافة مستعتبين ومعتذرين عما صدر منهم من الانفراد باستقدام جلال الدولة ثم رده واستقدام أبى كليجار مع أن ذلك ليس لنا وانما هو للخليفة ويرغبون في استدعاء جلال الدولة لتجتمع الكلمة ويسكن الهرج ويسألون أن يستخلف فأجابهم الخليفة القادر وبعث إلى جلال الدولة فسار من البصرة فبعث الخليفة القاضي أبا جعفر السمناني لتلقيه ويستخلفه لنفسه فسار ودخل بغداد سنة ثمان عشرة وركب الخليفة لتلقيه ثم سار إلى مشهد الكاظم ورجع ودخل دار الملك وأمر بضرب النوب الخمس فراسله القادر في قطعها فقطعها غصبا ثم أذن له في اعادتها وبعث جلال الدولة مؤيد الملك أبا على الرجحي إلى الأثير عنبر الخادم عند قرواش بالتأنيس والمحبة والعذر عن فعل الجند * (أخبار ابن كاكويه صاحب أصفهان مع الأكراد ومع الاصبهبد) * كان علاء الدولة بن كاكويه قد استعمل أبا جعفر عليا ابن عمه على نيسابور خوست ونواحيها وضم إليه الأكراد الجودرقان ومقدمهم أبو الفرج البابوني فجرت بين أبى جعفر وأبى الفرج البابوني مشاجرة وترافعا إليه فأصلح بينهما علاء الدولة وأعادهما ثم قتل أبو جعفر أبا الفرج فانتقض الجودرقان وعظم فسادهم فبعث علاء الدولة عسكرا وأقاموا أربعة أيام ثم فقدوا الميرة وجاء علاء الدولة وأعطاهم المال فافترقوا واتبعهم وجاء إليه بعض الجودرقان وانتهى في اتباعهم إلى وفد وقاتلوه عندها فهزمهم وقتل ابني ولكين في المعركة ونجا هو في الفل إلى جرجان وأسر الاصبهبد وابنان له ووزيره وهلك في الأسر منتصف سنة تسع عشرة وتحصن علي بن عمران بقلعة كنكور فحاصره بهاء الدولة وصار ولكين إلى صهره منوجهر قابوس وأطمعه في الدخسن وكان ابنه صهر علاء الدولة على ابنته وأقطعه مدينة قم فعصى عليه وبعث إلى أبيه ولكين فسار بعساكره وعساكر منوجهر ونازلوا مجد الدولة بن بويه بالري وجرت بينهم وقائع فصالح علاء الدولة علي بن عرمان ليسير إليهم فارتحلوا عن الري وجاء علاء الدولة إليها وأرسل إلى منوجهر يوبخه ويتهدده فسار منوجهر وتحصن بكنكور وقتل الذين قتلوا أبا جعفر ابن عمه وقبل الشرط وخرج إلى علاء الدولة فأقطعه الدينور عوضا عن كنكور وأرسل منوجهر إلى علاء الدولة في الصلح فصالحه * (دخول خفاجة في طاعة أبى كليجار) * كان هؤلاء خفاجة وهم من بني عمرو بن عقيل موطنين بنواحي العراق ما بين بغداد
(٤٧٥)