واستباح بلادهم وأثخن في أعمالهم وافتتح برشلونة وخربها وأنزل بهم النقمات وملكهم لعهده برويل بن سير وكانت حالة الظهور عليه كحاله مع سائر الملوك النصارى ولما هلك برويل ترك من الولد فلبة وريندو أو منقود ثم انتقض أو منقود على عبد الملك ابن المنصور فغزاه وأخذه في بعض ثغوره صلحا ثم كانت الفتنة البربرية وحضرها أو منقود فهلك في الوقعة مع البربر سنة أربعمائة وانفرد بيمند بملك برشلونة إلى أن هلك بعد عشر وأربعمائة وملك ابنه يلتنفير وكفلته أمه وحاربت يحيى بن منذر من ملوك الطوائف وهي التي تغلبت على ثغر طرشوشة واتصل الملك في عقب بيمند وكان الملك منهم لاخر دولة الموحدين جامعة بن بطرة بن ادفونش بن ريند وهو الذي ارتجع بلنسية وملكهم بهذا العهد اسمه بطرة ولم يبلغني كيف اتصال نسبه بقومه وملك بعد العشرين من هذه المائة وهو حي لهذا العهد وابنه غالب عليه لكبر سنه والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين [أخبار القائمين بالدولة العباسية من العرب المستبدين بالنواحي ونبدأ منهم ببني الأغلب ولاة إفريقية وأولية أمرهم ومصاير أحوالهم] قد ذكرنا في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه شأن فتح إفريقية على يد عبد الله ابن أبي سرح وكيف زحف إليها في عشرين ألفا من الصحابة وكبار العرب ففض جموع النصرانية الذين كانوا بها من الفرنجة والروم والبربر وهدم سبيطلة قاعدة ملكهم وخربها واستبيحت أموالهم وسبيت نساؤهم وبناتهم وافترق أمرهم وساخت خيول العرب في جهات إفريقية وأثخنوا بها في أهل الكفر قتلا وأسرا حتى لقد طلب أهل إفريقية من ابن أبي سرح ان يرحل عنهم بالعرب إلى بلادهم ويعطوه ثلثمائة قنطار من الذهب ففعل وقفل إلى مصر سنة سبع وعشرين * (معاوية بن خديج) * ثم أغزى معاوية بن أبي سفيان معاوية بن خديج السكوني إفريقية سنة أربع وثلاثين وكان عاملا على مصر فغزاها ونازل جلولاء وقاتل مدد الروم الذي جاءها من قسطنطينية لقيهم بقصر الأحمر فغلبهم وأقلعوا إلى بلادهم وافتتح جلولاء وغنم أثخن وقفل * (عقبة بن نافع) * ثم ولى معاوية سنة خمس وأربعين عقبة بن نافع بن عبد الله بن قيس الفهري على
(١٨٥)