للمعتمد ولنفسه من بعده كما هو مشروح في أخبار الخجستاني * (استيلاء الصفار على الأهواز) * قد تقدم لنا استيلاء الصفار على فارس بعد خراسان ثم سار منها إلى الأهواز وكان أحمد ابن لسوقة قائد مسرور البلخي على الأهواز قد نزل تستر فرحل عنها ونزل يعقوب جند يسابور وفرت عساكر السلطان من تلك النواحي وبعث يعقوب بالخضر بن العين إلى الأهواز وعلي بن أبان والزنج يحاصرونها فتأخروا عنها إلى نهر السدرة ودخل الخضر الأهواز وملكها بدعوة الصفار وكان عسكره وعسكر الزنج يغير بعضهم على بعض ثم أوقع الزنج بعسكره ولحق الخضر بعسكر مكرم واستخرج ابن أبان ما كان في الأهواز ورجع إلى نهر السدرة وبعث يعقوب الامداد إلى الخضر وأمره بالكف عن قتال الزنج والمقام بالأهواز فوادع الزنج وشحن الأهواز بالأقوات وأقام * (وفاة يعقوب الصفار وولاية عمر وأخيه) * ثم توفى يعقوب الصفار في شوال سنة خمس وستين بعد أن افتتح الزنج وقتل ملكها وأسلم أهلها على يده وكانت مملكة واسعة الحدود وافتتح زابلستان وهي غزنة وأعمالها وكان المعتمد قد استماله وولاه على سجستان والسند ثم تغلب على كرمان وخراسان وفارس وولاه المعتمد على جميعها ولما مات قام مكانه أخوه عمرو بن الليث وكتب إلى المعتمد بطاعته فولاه الموفق من قبل اعمال أخيه وهي خراسان وأصفهان وسجستان والسند وكرمان والشرطة ببغداد وبعث إليه بالخلع فولى عمرو بن الليث على الشرطة ببغداد وسر من رأى من قبله عبيد الله بن عبد الله بن طاهر وخلع عليه الموفق وعمرو بن الليث وولى على أصفهان من قبله أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف وولى على طريق مكة والحرمين محمد بن أبي الساج * (مسير عمرو بن الليث إلى خراسان لقتال الخجستاني) * قد تقدم ذكر الخجستاني وتغلبه على نيسابور وهراة بدعوة بنى طاهر سنة ثنتين وستين فلما توفى يعقوب سار عمر والى خراسان سنة خمس وستين واستولى على هراة وسار الخجستاني بنيسابور فقاتله فانهزم عمرو ورجع إلى هراة وكان الفقهاء بنيسابور يشيعون لعمرو لولاية الخليفة إياه فأوقع الخجستاني الفتنة بينهم بالميل إلى بعضهم وتكرمتهم عن بعض ليشغلهم بها ثم سار إلى هراة سنة سبع وستين وحاصر عمرو بن الليث فلم يظفر بشئ فتركه وخالفه إلى سجستان ووثب أهل نيسابور بنائبه عليهم وأمدهم عمرو بن الليث بجنده فقبضوا على نائب الخجستاني وأقاموا بها ورجع الخجستاني من سجستان فأخرجهم
(٣٢٦)