الابار والمياه في تلك النواحي وبعث المكتفى محمد بن إسحاق بن كنداج الصهال ورجعوا ونهب القرامطة الحاج وقتلوهم بعد أن قاتلوهم ثلاثا على غير ماء فاستسلموا وغنم أموالهم وأموال التجار وأموال بنى طولون كانوا نقلوها من مصر إلى مكة ثم من مكة إلى بغداد عندما أجمعوا النقل إليها ثم حاصر القرامطة بقية الحاج في حمص قيل فامتنعوا وجهز المكتفى العساكر مع وصيف بن صوارتكين وجماعة من القواد فساروا على طريق خفان وأدركوا القرامطة فقاتلوهم يومين ثم هزموهم وضرب ذكرويه على رأسه فانهشم وجئ به أسيرا وبخليفة القاسم وابنه وكاتبه وزوجته ومات الخمس ليال فسيق شلوه إلى بغداد وصلب وبعث برأسه إلى خراسان من أجل الحاج الذين نهبهم من أهلها ونجا الفل من أصحابه إلى الشأم فأوقع بهم الحسين بن حمدان واستلحمهم وتتبعوا بالقتل في نواحي الشأم والعراق وذلك سنة أربع وتسعين وثلثمائة * (خبر قرامطة البحرين ودولة بنى الجنابي منها) * وفى سنة احدى وثمانين جاء إلى القطيعي من البحرين رجل تسمى بيحيى بن المهدى وزعم أنه رسول من المهدى وانه قد قرب خروجه وقصد من أهل القطيف علي بن المعلى ابن أحمد الدبادى وكان متغاليا في التشيع فجمع الشيعة وأقرأهم كتاب المهدى وشنع الخبر في سائر قرى البحرين فأجابوا كلهم وفيهم أبو سعيد الجنابي واسمه الحسن بن بهرام وكان من عظمائهم ثم غاب عنهم يحيى بن المهدى مدة ورجع بكتاب المهدى يشكرهم على اجابتهم ويأمرهم أن يدفعوا ليحيى ستة دنانير وثلاثين عن كل رجل فدفعوها ثم غاب وجاء بكتاب آخر يدفعوا إليه خمس أموالهم فدفعوا وقام يتردد في قبائل قيس ثم أظهر أبو سعيد الجنابي الدعوة بالبحرين سنة ثلاث وثمانين واجتمع إليه القرامطة والاعراب وسار إلى القطيف طالبا البصرة وكان عليها أحمد بن محمد بن يحيى الواثقي فأدار السور على البصرة وبعث المعتمد عن ابن عمر الغنوي وكان على فارس فاقطعه اليمامة والبحرين وضم إليه ألفين من المقاتلة وسيره إلى البصرة فاحتشد وخرج للقاء الجنابي ومن معه ورجع عنه عند اللقاء بنو ضبة فانهزم وأسره الجنابي واحتوى على معسكره وحرق الأسرى بالنار ثم من عليه وأطلقه فسار إلى الأبلة ومنها إلى بغداد وسار أبو سعيد إلى هجر فملكها وأمنها واضطربت البصرة للهزيمة وهم أهلها بالارتحال فمنعهم الواثقي ومن كتاب ابن سعيد في خبر قرامطة البحرين ملخصا من كلام الطبري فلعله كما ذكره قال كان ابتداء أمر القرامطة سنة ثمان وثلثمائة فنقل الكلام وكان أبو سعيد عهد لابنه الأكبر سعيد فلم به وثار به أخوه الأصغر والظاهر سليمان فقتله وقام بأمرهم وبايعه العقدانية وجاءه كتاب عبيد الله
(٨٨)