العساكر إلى نصيبين فخرجوا عليه فهزموه أولا ثم كر عليهم ففتك فيهم وأقام يقاتلهم حتى سمع بأن أخاه قراوش وصل إلى الموصل فخشى منه وارتحل منها * (دخول الغزالي ديار بكر) * هؤلاء الغز من طوائف الترك وهم الشعب الذين منهم السلجوقية وقد تقدم لنا كيف أجازوا إلى خراسان لما قبض محمد بن سبكتكين على أرسلان بن سلجق منهم فحبسه وما ظهر من فسادهم في خراسان وكيف أوقع بهم مسعود بن سبكتكين من بعد أبيه محمود ففروا إلى الذين يريدون أذربيجان واللحاق بمن تقدم منهم هنالك ويسمون العراقية بعد أن عاثوا في همذان وقزوين وأرمينية وعاث الآخرون في آذربيجان وقتل وهشوذان صاحب تبريز منهم جماعة ثم عاثوا في الأكراد واستباحوهم ثم جاءهم الخبر بأن ينال إبراهيم أخا السلطان طغرلبك سار إلى الري فأجفلوا منها سنة ثلاث وثلاثين ووصلوا آذربيجان واتصلت الاخبار بأن نيال في أثرهم فأجفلوا ثانيا خوفا منه لأنهم كانوا له ولاخوته رعية ولما أجفلوا سلك بهم الدليل في الجبال على الزوزان وأسهلوا إلى جزيرة ابن عمر فسار بعضهم إلى ديار بكر ونهبوا قزوين ويا زيدي والحسنية وبقي آخرون بالجانب الشرقي من الجزيرة وسار آخرون إلى الموصل وكان سليمان بن نصير الدولة قيما بها فراسلهم في الصلح على أن يسير معهم إلى الشأم فقبلوا ثم صنع سليمان صنيعا ودعا إليه ابن غرغلى وقبض عليه وحبسه وأجفل الغز في كل ناحية واتبعهم عساكر نصير الدولة وقراوش والأكراد البثنوية ثم قصدت العرب العراق للمشتى وعاد الغز إلى جزيرة ابن عمر فحصروها وخربوا ديار بكر نهبا وقتلا وصانعهم نصير الدولة باطلاق منصور بن غرغلى الذي حبسه سليمان فلم يكف اطلاقه من فسادهم وساروا إلى نصيبين وسنجار والخابور ودخل قرواش الموصل كما نبهنا واتبعه طائفة منهم فكان من خبره معهم ما قدمناه في أخباره * (مسير الروم إلى بلد ابن مروان ثم فتح الرها) * ولما كانت الدعوة العلوية قد انتشرت في الشأم والجزيرة وكان سبب ذلك أن وثابا النميري صاحب حران والرقة يخطب لهم فلما ولى الوزيري للعلويين على الشأم بعث إلى ابن مروان بالتهديد وأنه يسير إلى بلاده فاستمد ابن مروان قرواش صاحب الموصل وشبيب بن وثاب صاحب الرقة ودعاهما إلى الموافقة وقطع الدعوة العلوية فأجابوه وخطبوا للقائم وقطعوا الخطبة للمستنصر وذلك سنة ثلاثين فقام الوزيري في ركائبه وتهددهم وأعاد ابن وثاب خطبة العلوية بحران في ذي الحجة آخر السنة
(٣١٨)