وخمسين وأقام بواسط يتصيد شهرا ثم بعث وزيره إلى الجامدة وطر البطيحة فسد مجارى المياه وقلبها إلى أنهارها وهي الجسور إلى العراق ثم جاء المد من دجلة وخرب جميع ذلك ثم انتقل عمران إلى معقل آخر ونقل ماله إليه حتى إذا حسر المياه وانتهجت الطرق فقدوا عمران من مكانه وطال عليهم الامر وشغب الجند على الوزير فأمر بختيار بمصالحته على ألف ألف درهم ولما رحل العسكر عنه ثار أصحابه في أطراف الناس فنهبوا كثيرا من العساكر ووصلوا إلى بغداد سنة احدى وستين * (وفاة عمران بن شاهين وقيام ابنه الحسن مقامه ومحاربته عساكر عضد الدولة) * ثم توفى عمران بن شاهين فجأة في محرم سنة تسع وسنين لأربعين سنة من ثورته بعد أن طلبه الملوك والخلفاء ورددوا عليه العساكر فلم يقدروا عليه ولما هلك قام بعده ابنه الحسن فطمع عضد الدولة فيه وجهز العساكر مع وزيره وسدوا عليه المياه وأنفق فيها أموالا وجاء المد فأزالها وبقوا كلما سدوا فوهة فتق الحسن أخرى وفتح الماء أمثالا لها ثم وافقهم في الماء فاستظهر عسكر الحسن وكان معه المظفر أبو الحسن ومحمد بن عمر العلوي الكوفي فاتهمه بمراسلة الحسن وافشاء سره إليه وخاف أن تنقص منزلته عند عضد الدولة فطعن نفسه فمات وأدرك بآخر رمق فقال محمد بن عمر حملني على هذا وحمل إلى ولده بكازرون فدفن هنالك وأرسل عضد الدولة إلى العسكر من رجعه إليه وصالح الحسن بن عمران على مال يحمله وأخذ رهنه بذلك * (مقتل الحسن بن عمران وولاية أخيه أبى الفرج) * كان الحسن بن عمران آسفا على أخيه أبى الفرج وحنقا عليه ولم يزل يتحيل عليه إلى أن دعاه إلى عيادة أخت لهما مرضت وأكمن في بيتها جماعة أعدها لقتله فدخل الحسن منفردا عن أصحابه فاغلقوا الباب دونهم وقتلوه وصعد أبو الفرج إلى السطح فأعلمهم بقتله ووعدهم فسكتوا ثم بذل لهم المال فأقروه وكتب إلى بغداد بالطاعة فكتب له بالولاية وذلك لثلاث سنين من ولاية الحسن * (مقتل أبى الفرج وولاية أبى المعالي بن الحسن) * ثم إن أبا الفرج لما قتل أخاه الحسن قدم الجماعة الذين قتلوه على أكابر القواد وكان الحاجب المظفر بن علي كبير قواد عمران والحسن فاجتمع إليه القواد وشكوا إليه فسكنهم فلم يرضوا وحملوه على قتل أبى الفرج فقتله ونصب أبا المعالي ابن أخيه الحسن مكانه لأشهر من ولايته ثم تولى تدبيره بنفسه لصغره وقتل من كان يخافه من القواد
(٥٠٧)