وسبقه إليها وقاتله الخوارزمية قتالا شديدا وفتكوا فيه وهلك من الغورية جماعة منهم الحسين بن محمد المرغني وأسر جماعة من الخوارزمية فأمر شهاب الدين بقتلهم ثم بعث خوارزم شاه إلى الخطأ يستنجدهم أن يخالفوا شهاب الدين إلى بلاد الغورية فساروا إليها ولما سمع شهاب الدين كر راجعا إلى البلاد فلقى مقدمة عسكرهم بصحراء ايدخوى في صفر سنة احدى وستمائة فأوقع بهم وأثخن فيهم وجاءت ساقتهم على أثر ذلك فلم يكن له بهم قبل فانهزم ونهبت أثقاله وقتل الكثير من أصحابه ونجا في الفيل إلى ايد خوى وحاصروه حتى أعطاهم بعض الفيلة وخلص وكثر الارجاف في بلاد الغور بمهلكه ووصل إلى الطالقان في سبعة نفر وقد لحق بها نائبها الحسين بن حرميل ناجيا من الوقعة فاستكثر له من الزاد والعلوفة وكفاه مهمه وكان مستوحشا مع من استوحش من الأمراء بسبب انهزامهم عن شهاب الدين فحمله شهاب الدين إلى غزنة تأنيسا له واستحجبه ولما وقع الارجاف بموت شهاب الدين جمع مولاه تاج الدين العسكر وجاء إلى قلعة غزنة طامعا في ملكها فمنعه مستحفظها فرجع إلى اقطاعه وأعلن بالفساد وأغرى بالخلخ من الترك فكثر عيثهم وكان له مولى آخر اسمه أيبك فلحق بالهند عند نجاته من المعركة وأرجف بموت السلطان واستولى على الملتان وأساء فيها السيرة فلما وصل خبر شهاب الدين الناس من سائر النواحي جمع شهاب الدين لغزو الخطأ والنار منهم * (حروب شهاب الدين مع بنى كوكر والتفراهية) * كان بنو كوكر هؤلاء موطنين في الجبال بين لهاووز والملتان معتصبين بها لمنعتها وكانوا في طاعة شهاب الدين ويحملون إليه الخراج فلما وقع الارجاف بموته انتقضوا وداخلوا صاحب جبل الجودي وغيره من أهل الجبال في ذلك وجاهروا بالعيث والفساد وقطع السابلة ما بين غزنة ولهاووز وغيرها وبعث شهاب الدين إلى محمد بن أبي على بلهاووز والملتان يأمره بحمل المال بعد أن قتل مملوكه أيبك قال ومهد البلاد فاعتذر بنو كوكر فبعث شهاب الدين مملوكه أيبك إلى بنى كوكر يتهددهم على الطاعة فقال كبيرهم لو كان شهاب الدين حيا لكان هو المرسل الينا واستخفوا أمر أيبك فعاد الرسول بذلك فأمر شهاب الدين بتجهيز العساكر في قرى سابور ثم عاد إلى غزنة في شعبان سنة احدى وستمائة ونادى بالمسير إلى الخطأ ورجع بنو كوكر إلى حالهم من إخافة السابلة ودخل معهم كثير من الهنود في ذلك وخشى على انتقاض البلاد فاثنى عزمه عن الخطأ وسار إلى غزنة وزحف إلى جبال بنى كوكر في ربيع الأول سنة ثنتين ولما انتهى إلى قرى سابور أغذ السير وكبس بنى كوكر في محالهم وقد نزلوا من الجبال إلى البسيط يرومون اللقاء فقاتلوه يوما إلى الليل وإذا بقطب الدين أيبك في عساكره منادين بشعار الاسلام
(٤٠٨)