حجارة المجانيق فخرج ليلا ومعه والدته منيعة بنت وثاب متطارحين على السلطان فخلع على محمود في حلب آخر ثمان وستين وعهد لابنه شبيب إلى الترك الذين ملكوا أباه وهم بالحاضر وقد بلغه عنهم العيث والفساد فلما دنا من حللهم تلقوه فلم يحبهم وقاتلهم وأصيب بسهم في تلك الجولة ومات * (مهلك نصر بن محمود وولاية أخيه سابق) * ولما هلك نصر ملك أخوه سابق قال ابن الأثير وهو الذي أوصى له أبوه بالملك فلم ينفذ عهده لصغره فلما ولى استولى أحمد شاه مقدم التركمان الذين قتلوا أباه فخلع عليه وأحسن إليه وبقي فيها ملكا [استيلاء مسلم بن قريش على حلب من يد سابق وانقراض دولة بنى صالح بن مرداس] ولما كانت سنة ثنتين وسبعين زحف تتش بعد أن ملك دمشق إلى حلب فحاصرها أياما ورجل أهل حلب من ولاية الترك فبعثوا إلى مسلم بن قريش ليملكوه ثم بدا لهم في أمره ورجع من طريقه وكان مقدمهم يعرف بابن الحسين العباسي وخرج ولده متصيدا في ضيعة له فأرسل له بعض أهل القلاع بنواحي حلب من التركمان وأسره وأرسله إلى مسلم بن قريش فعاهده على تمكينه من البلد وعاد إلى أبيه فسلم البلد إلى مسلم بن قريش وملكها سنة ثلاث وسبعين ولحق سابق بن محمود وأخوه وثاب إلى القلعة واستنزلهما بعد أيام على الأمان واستولى على نواحيها وبعث إلى السلطان ملك شاه بالفتح وان يضمن البلد على العادة فأجابه إلى ذلك وصارت في ولاية مسلم بن قريش إلى أن ملكها السلطان من بعده * (استيلاء السلطان ملك شاه على حلب وولاية أقسنقر عليها) * قد تقدم لنا أن مسلم بن قريش قتله سليمان بن قلطمش كما مر في أخبار مسلم فلما قتله أرسل إليه ابن الحسين العباسي مقدم أهل حلب يطلب تسليمها إليه وكان تتش أيضا قد حاصرها وضيق عليها يطلب ملكها فوعد كلا منهما ونمى الخبر إلى تتش فسار إلى حلب وجاءه سليمان بن قلطمش فاقتتلا وقتل سليمان سنة تسع وسبعين وبعث برأسه إلى ابن الحسين فكتب انه يشاور السلطان ملك شاه في ذلك فغضب تتش وحاصره وداخله بعض أهل البلد فغدر به وأدخله ليلا فملك تتش مدينة حلب وشفع الأمير ارتق بن اكسك من امراء تتش في ابن الحثيثي وامتنع بالقلعة سالم بن مالك بن بدران
(٢٧٥)