فتتبعوهم بالقتل حتى أن الأمير محمدا من أعقاب علاء الدولة بن كاكويه وكان صاحب مدينة يزداتهم برأيهم فهرب وقتل وكتب إلى بغداد في أبى إبراهيم الاستراباذي وكان بركيارق بعثه رسولا فأخذ هنالك وقتل واستلحموا في كل جهة واستلحم المتهمون وانطلقت عليهم الأيدي في كل ناحية وذلك سنة ست وثمانين ولما استفحل أمر السلطان محمد بعد أخيه بركيارق زحف إلى قلعة شاه در التي بها أحمد بن غطاش لقربها من أصفهان سرير ملكه فجمع العساكر والأمم وخرج في رجب من أول المائة السادسة وأحاط بجبل القلعة ودوره أربعة فراسخ ورتب الأمراء لقتالها نوبا ولما اشتد الامر بهم سألوا فتوى الفقهاء في أمرهم وكتبوا ما نصه ما يقول السادة الفقهاء أئمة الدين في قوم يؤمنون بالله واليوم الآخر وكتبه ورسله وان ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم حق وصدق وانما يخالفون في الامام هل يجوز للسلطان مساعدتهم ومراعاتهم وأن يقبل طاعتهم ويحرسهم من كل أذى أم لا فأجاب أكثر الفقهاء بجواز ذلك وتوقف بعضهم وجمعوا للمناظرة فقال السمنجاني من كبار الشافعية يجب قتالهم ولا يجوز اقرارهم بمكانهم ولا ينفعهم التلفظ بالشهادتين فإنهم لا يرون مخالفة امامهم إذا خالف أحكام الشرع وبذلك تباح دماؤهم اجماعا وطالت المناظرة في ذلك ثم سألوا أن يأتيهم من العلماء من يناظرهم وعينوا أعيانا من أصفهان وقصدوا بذلك المطاولة والتعلل فبعثهم السلطان إليهم فعادوا من غير شئ فاشتد السلطان إليهم في حصارهم واستأمنوا على أن يعوضوا عن قلعتهم بقلعة خالنجان على سبعة فراسخ من أصفهان وأن يؤجلوا في الرحيل شهرا فأجابهم وأقاموا في تلك المدة يجمعون ما يقدرون عليه من الأطعمة ووثبوا على بعض الأمراء وسلم منهم فجدد السلطان حصارهم وطلبوا أن ينتقلوا إلى قلعة الناظر وطبس ويبعث السلطان معهم من يوصلهم ويقيم الباقون بضرس من القلعة إلى أن يصل الأولون ثم يبعث مع الآخرين من يوصلهم إلى ابن الصباح بقلعة الموت فأجابهم إلى ذلك وخرج الأولون إلى الناظر وطبس وخرب السلطان القلعة وتمسك ابن غطاش بالضرس الذي هو فيه وعزم على الاعتصام به وزحف إليه الناس عامة وهرب بعضهم إلى السلطان فدله على عورة المكان فصعدوا إليه وقتلوا من وجدوا فيه وكانوا ثمانين وأخذ ابن غطاش أسيرا فسلخ وحشي جلده تبنا وقتل ابنه وبعث برأسهما إلى بغداد وألقت زوجه نفسها من الشاهقة فهلكت * (خبر الإسماعيلية بالشأم) * لما قتل أبو إبراهيم الاستراباذي ببغداد كما تقدم هرب بهرام ابن أخيه إلى الشأم وأقام هنالك داعية متخفيا واستجاب له من الشأم خلق وكان الناس يتبعونهم لكثرة
(٩٦)