فسار إلى حلب وأجفل محمود عنها ونزل ابن ملهم إلى البلد ودخلها ناصر الدولة ونهبتها عساكره وابن ملهم ثم تواقع محمود وناصر الدولة بظاهر حلب فانهزم ناصر الدولة بن حمدان وأسر فرجع به محمود إلى البلد وملكها وملك القلعة في شعبان من هذه السنة وأطلق أحمد بن حمدان وابن ملهم فعاد إلى مصر * (رجوع ثمال بن صالح إلى ملك حلب وفرار محمود بن نصر عنها) * لما هزم محمود بن حمدان وأخذ القلعة من يد ابن ملهم وكان معز الدولة ثمال بن صالح بمصر منذ سلمها للمستنصر سنة تسع وأربعين فسرحه المستنصر الآن وأذن له في ملك حلب من ابن أخيه فحاصره في ذي الحجة من سنة ثنتين وخمسين واستنجد محمود بخاله منيع بن شبيب بن وثاب النميري صاحب حران فأمده بنفسه وجاء لنصره فأفرج ثمال عن حلب وسار إلى البرية في محرم سنة ثلاث وخمسين ثم عاد منيع إلى حران وملك ثمال حلب في ربيع سنة ثلاث وخمسين وغزا بلاد الروم فظفر وغنم * (وفاة ثمال وولاية أخيه عطية) * ثم توفى ثمال بحلب قريبا من استيلائه وذلك في ذي القعدة سنة أربع وخمسين وعهد بحلب لأخيه عطية بن صالح وكان بالرحبة من لدن مسير ثمال إلى مصر فسار وملكها * (عود محمود إلى حلب وملكه إياها من يد عطية) * ولما ملك عطية حلب وكان ذلك عند استيلاء السلجوقية على ممالك العراق والشأم وافتراقهم على العمالات ونزل به قوم منهم فاستخدمهم وقوى بهم ثم خشى أصحابه غائلتهم فأشاروا بقتلهم فسلط أهل البلد عليهم فقتلوا منهم جماعة ونجا الباقون فقصدوا محمود بن نصر بحران فاستنهضوه لملك حلب وجاءهم فحاصرها وملكها في رمضان سنة خمس وخمسين واستقام أمره ولحق عطية عمه بالرقة فملكها إلى أن أخذها منه شرف الدولة مسلم بن قريش سنة ثلاث وستين فسار إلى بلد الروم سنة خمس وستين واستقام أمر محمود بن نصر في حلب وبعث الترك الذين جاؤوا في خدمته مع أميرهم ابن خان سنة ستين إلى بعض قلاع الروم فحاصروها وملكها وسار محمود إلى طرابلس فحاصرها وصالحوه على مال فأفرج عنهم ثم سار إليه السلطان البارسلان بعد فراغه من حصار ديار بكر وآمد والرها ولم يظفر بشئ منها كما نذكر في أخبارهم وجاء إلى حلب وحاصرها وبها محمود بن نصر وجاءت رسالة الخليفة القائم بالرجوع إلى الدعوة العباسية فأعادها وسأل من الرسول أزهر أبو الفراس طراد الزيني أن يعفيه السلطان من الحضور عنده فأبى السلطان من ذلك واشتد الحصار على محمود وأضربهم
(٢٧٤)