ثم إن أبا العلاء سعيد بن حمدان ضمن الموصل وديار ربيعة وما بيد ناصر الدولة فولاه الراضي سنة ثلاث وعشرين وسار إلى الموصل فخرج ناصر الدولة لتلقيه وخالفه أبو العلاء إلى بيته وقعد ينتظره فأنفذ ناصر الدولة جماعة من غلمانه فقتلوه وبلغ الخبر إلى الراضي فأعظم ذلك وأمر الوزير ابن مقلة بالمسير إلى الموصل فسار إليها وارتحل ناصر الدولة واتبعه الوزير إلى جبل السن ورجع عنه وأقام بالموصل واحتال بعض أصحاب ابن حمدان ببغداد على ابن الوزير وبذل له عشرة آلاف دينار على أن يستحث أباه ففعل وكتب إليه بأمور أزعجته فاستعمل على الموصل من وثق به من أهل الدولة ورجع إلى بغداد في منتصف شوال ورجع ناصر الدولة إلى الموصل فاستولى عليها وكتب إلى الراضي في الصفح وأن يضمن البلاد فأجيب إلى ذلك واستقر في ولايته * (مسير الراضي إلى الموصل) * وفى سنة سبع وعشرين تأخر ضمان البلاد من ناصر الدولة فغضب الراضي وسار ومدبر دولته تحكم وسار إلى الموصل وتقدم تحكم إلى تكريت فخرج إليه ناصر الدولة فانهزم أصحابه وسار إلى نصيبين واتبعه تحكم فلحق به وكتب تحكم إلى الراضي بالفتح فسار في السفن يزيد الموصل وكان ابن رائق مختفيا ببغداد منذ غلبه ابن البريدي على الدولة فظهر عند ذلك واستولى على بغداد وبلغ الخبر إلى الراضي فأصعد من الماء إلى البر واستقدم تحكم من نصيبين واستعاد ناصر الدولة ديار ربيعة وهو يعلم بخبر ابن رائق وبعث في الصلح على تعجيل خمسمائة ألف درهم فأجابه إلى ذلك وسار الراضي وتحكم إلى بغداد ولقيهم أبو جعفر محمد بن يحيى بن سريق رسولا من ابن رائق في الصلح على أن يولى ديار مضر وهي حران والرها والرقة وتضاف إليها قنسرين والعواصم فأجيب إلى ذلك وسار عن بغداد إلى ولايته ودخل الراضي وتحكم بغداد ورجع ناصر الدولة بن حمدان إلى الموصل * (مسير المتقى إلى الموصل وولاية ناصر الدولة امارة الأمراء) * كان ابن رائق بعد مسيره إلى ديار مضر والعواصم سار إلى الشأم وملك دمشق بن يد الإخشيد ثم الرملة ثم لقيه الإخشيد على عريش مصر وهزمه ورجع إلى دمشق ثم اصطلحا على أن يجعلا الرملة تخما بين الشأم ومصر وذلك سنة ثمان وعشرين ثم توفى الراضي سنة تسع وعشرين وولى المتقى وقتل تحكم وجاء البريدي إلى بغداد وهرب الأتراك التحكمية إلى الموصل وفيهم توزون وجحجح ثم لحقوا بأبي بكر محمد بن رائق واستحثوه إلى العراق وغلب بعدهم على الخلافة الأتراك الديلمية وجاء أبو الحسن
(٢٣١)