إلى الثوار بمرسية وبلنسية فأثخن في نواحيها وفتح أريولة وأغزى بدرا مولاه إلى مدينة ليلة فاستنزل منها عثمان بن نصر الثائر بها وساقه مقيدا إلى قرطبة ثم أغزى اسحق ابن محمد سنة خمس مدينة قرمونة فملكها من يد حبيب بن سواره كان ثائرا بها وفتح حصن ستمرية سنة ست وحصن طرش سنة تسع وأطاعه أحمد بن أضحى الهمداني الثائر بحصن الجامة ورهن ابنه على الطاعة وغزا ابن حفصون سنة أربع عشرة فردته العساكر المجمرة لحصاره ورجع وبعث إليه حفص يستأمنه فأمنه وجاء إلى قرطبة وملك الناصر يشتر كما مر ثم انتقض سنة خمس وعشرين أمية بن إسحاق في تسترين وقد مر ذكر أوليته ومحمد بن هشام التجيبي في سرقسطة ومطرف بن مندف التجيبي في قلعة أيوب فغزاهم الناصر بنفسه وبدأ بقلعة أيوب فحاصرها وقتل مطرف في أول جولة عليها وقتل معه يونس بن عبد العزيز ولجأ أخوه إلى القصبة حتى استأمن وعفا عنه وقتل من كان معهم من النصرانية أهل ألبة وافتتح ثلاثين من حصونهم وبلغه انتقاض طوطة ملكة البشكنس فغزاها في ينبلونة ودوخ أرضها واستباحها ورجع ثم غزا سنة سبع وعشرين غزوة الخندق إلى جليقة فانهزم وأصيبت فيها المسلمون وأسر محمد ابن هاشم التجيبي وحاول الناصر اطلاقه فأطلق بعد سنتين وثلاثة أشهر وقعد الناصر بعدها عن الغزو بنفسه وصار يردد البعوث والصوائف وثار سنة ثلاث وأربعين بجهات ماردة ثائر وتوجهت إليه العساكر فجاؤوا به وبأصحابه ومثل بهم وقتلوا * (أخبار طليطلة ورجوعها إلى الطاعة) * قال ابن حبان اختطها ديرنيقيوش الجبار وكان قواد رومة ينزلونها دار ملك ثم ثار بها برباط من نجدانية فملكها واختلف قواد رومة على حصاره ثم وثب به بعض أصحابه فقتله وملكها ثم قتل ورجعت إلى قواد رومة ثم انتقض أهلها وولوا أميرا منهم اسمه انيش ثم قتل ورجعت إلى قواد رومة وقام أولهم شنتيلة وأطاعه أهل الأندلس وامتنع على ملوك رومة ثم غزاهم وحاصر رومة وفتح كثيرا من بلادها ورجع إلى طليطلة وثار عليه البشكنس فظهر عليهم وأوقع بهم ولحقوا بالجبال وهلك شنتيلة بعد تسع وملك مكانه على الغوط بسيلة ست سنين ولم يغن فيها ثم ولى منهم حندس وغزا إفريقية وولى بعده قتيان وبنى الكنائس وبلغه خبر المبعث فقال له بليان وكان من أكابر الغوط وأعاظمهم وجدت في كتاب مطريوس العالم عن دانيال النبي أنهم يملكون الأندلس ثم هلك فتبادر وملك ابنه؟؟ ست عشرة سنة وكان سيئ السيرة وولى بعده لزريق ثم لم تزل طليطلة دار فتنة وعصبية ومنعة أتعبت عبد الرحمن الداخل سبع سنين وانتقضت على هشام والحكم وعلى عبد الرحمن الأوسط إلى أن جاء الناصر فأدخلهم
(١٤٠)