وسبعمائة وكان السلطان محمد هذا المخلوع بروضة خارج الحمراء فلحق بوادي آش وأجاز منها إلى العدوة ونزل على ملك المغرب السلطان أبى سالم ابن السلطان أبى الحسن فرعى له ذمته وأحمد نزوله وارتاب شيخ الغزاة يحيى بن عمر وبالدولة ففر إلى دار الحرب ولحق منها بالمغرب ونزل على السلطان أبى سالم فأحمد نزوله وولى مكانه على الغزاة بغرناطة من جهة إدريس بن عثمان بن أبي العلى وقام الرئيس بأمر إسماعيل أخيه ودبر ملكه ثم ترددت السعايات ونذر الرئيس بالنكبة فغدر بإسماعيل وقتله واخوته جميعا سنة احدى وستين وقام بملك الأندلس ونبذ إلى الطاغية عهده ومنعه ما كان سلفه يعطونه من الجزية على بلاد المسلمين فشمر الطاغية لحربه وجهز العساكر إليه فأوقع المسلمون بهم بوادي آش وعليهم بعض الرؤساء من قرابة السلطان فعظمت النكاية وأرسل ملك المغرب إلى الطاغية في شأن محمد المخلوع ورده إلى ملكه فأركب الأساطيل وأجازه إلى الطاغية فلقيه ووعده المظاهرة على أمره وشرط له الاستئثار بما يفتح من حصون المسلمين ثم نقض فيما افتتح منها ففارقه السلطان وآوى إلى الثغر المغربي في ملكة بنى مرين وأمكن من ثغور رندة فزحف منها إلى مالقة سنة خمس وستين فافتتحها وفر الرئيس محمد بن إسماعيل بن غرناطة ولحق بالطاغية وكان معه إدريس بن عثمان شيخ الغزاة بحبسه إلى أن فر من محبسه بعد حين كما يذكر في أخبارهم وزحف السلطان محمد فيمن معه وأتوه بحاجب الرئيس وقتله واستلحم معه الرجال من الزعالقة الذين قتلوا الحاجب وتسور وقصور الملك ودخل السلطان محمد غرناطة واستولى على ملكه وقدم على الغزاة شيخهم يحيى بن عمر واختص ابنه عثمان ثم نكبهما لسنة وحبسهما بالمطبق بالمرية ثم غر بهما بعد أعوام وقدم على الغزاة قريبهما علي بن بدر الدين بن محمد بن رحو ثم مات فقدم مكانه عبد الرحمن بن أبي يفلوسن وترفع على السلطان أبى علي بن محمد ملك المغرب وتملا هذا السلطان محمد المخلوع أريكة ملكه بالحمراء ممتنعا بالظهور والترف والعزة على الطاغية والجلالقة وعلى ملوك المغرب بالعدوة بما نال دولتهم جميعا من الهرم الذي يلحق الدول وأما الجلالقة فانتقضوا على ملكهم بطرة بن ادفونش سنة ثمان وستين من لدن مهلك أبيهما ووقعت بين بطرة وبين ملك برشلونة بسبب اجارته عليه فتن وحروب حجر منها الجلالقة وكانت سببا لانتقاضهم على بطرة واستدعائهم لأخيه الفنش فجاء وبايعوه وانحرفوا إليه جميعا عن بطرة فتحيز إلى ناحية بلاد المسلمين واستدعى هذا السلطان محمدا صاحب غرناطة لنصره من عدوه وأغزاه ببلاد الفنش ففتح كثيرا من معاقلها وخربها مثل حيان و ابدة و اثر وغيرها وعاث في بسائطها ونزل قرطبة وخرب نواحيها ورجع ظافرا غانما ولحق ببطرة سلطان الإفرنجة الأعظم في ناحية الشمال
(١٧٥)