فكتب إلى أنا جور بتقليدها فعجز عن مناهضة أحمد فسار موسى بن بغا ليسلم إليه مصر وبلغ الرقة واستحث أحمد في الأموال فتهيأ أحمد لحربه وحصن الجزيرة معقلا لحربه وذخيرته وأقام موسى بالرقة عشرة أشهر واضطرب عليه الجند وشغبوا وطالبوه بالارزاق واختفى موسى بن عبيد الله بن وهب فرجع وتوفى سنة أربع وستين ثم كتب الموفق إلى ابن طولون باستقلال ما حمله من المال وعنفه وهدده فأساء ابن طولون جوابه وان العمل لجعفر بن المعتمد ليس لك فأحفظ ذلك الموفق وسأل من المعتمد أن يولى على الثغور من يحفظها وأن ابن طولون لا يؤمن عليها لقلة اهتمامه بأمرها فبعث محمد بن هارون التغلبي عامل الموصل وركب السفن فألقته الريح بشاطئ دجلة فقتله الخوارج أصحاب مساو الساري * (ولاية أحمد بن طولون على الثغور) * وكانت أمهات الثغور يومئذ أنطاكية وطرسوس والمصيصة وملطية وكان على أنطاكية محمد بن علي بن يحيى الأرمني وعلى طرسوس سيما الطويل واليه أمر الثغور وجاء في بعض أيامه إلى أنطاكية فمنعه الأرمني من الدخول فدس إلى أهل البلد بقتله فقتلوه وأحفظ ذلك الموفق فولى على الثغور أرجون بن أولغ طرخان التركي وأمره بالقبض على سيما الطويل فقام بالثغور وأساء التصرف وحبس الارزاق عن أهلها وكانت قلعة لؤلؤة من قلاع طرسوس في نحر العدو وأهم أهل طرسوس أمرها فبعثوا إلى حاميتها خمسة آلاف دينار رزقا من عندهم فأخذها أرجون لنفسه وضاعت وحاميتها وافترقوا وكتب الموفق إلى أحمد بن طولون بتقليد الثغور وأن يبعث عليها من قبله فبعث من قبله طحشى بن بكر وان وحسنت حالهم وطلب منه ملك الروم الهدنة واستأذن في ذلك ابن طولون فمنعه وقال انما حملهم على ذلك تخريبكم لقلاعهم وحصونهم فيكون في الصلح راحة لهم فحاش لله منه وأمره برم الثغور وأرزاق الغزاة * (استيلاء أحمد بن طولون على الشأم) * قد تقدم لنا ولاية أنا جور على دمشق سنة سبع وخمسين وما وقع بينه وبين أحمد بن طولون ثم توفى أنا جور في شعبان سنة أربع وستين ونصب ابنه على مكانه وقام يدبر أمره أحمد بن بغا وعبيد الله بن يحيى بن وهب وسار إلى الشأم موريا بمشارفة الثغور واستخلف ابنه العباس على مصر وضم إليه أحمد بن محمد الواسطي وعسكر في مينة الإصبع وكتب إلى علي بن أنا جور بإقامة الميرة للعساكر فأجاب الآمال وسار ابن طولون إلى الرملة وبها محمد بن أبي رافع من قبل أنا جور ومدبر دولته أحمد بن
(٣٠٠)