خراسان سنة ثلاث وخمسين ومائتين وعلى الأنبار ابن أوس فجمع لمحاربة يعقوب وسار إليهم في التعبية فاقتتلوا وانهزم ابن أوس وملك يعقوب هراة وبوشنج وعظم أمره وهابه صاحب خراسان وغيرها من الأطراف * (استيلاء يعقوب الصفار على كرمان ثم على فارس وعودها) * كان على فارس علي بن الحسن بن شبل وكتب إلى المعتز يطلب كرمان ويذكر عجز ابن طاهر عنها وكان قد أبطأ الخوارج فكتب له المعتز بولاية كرمان وكتب ليعقوب الصفار أيضا بولايتها بقصد التضريب بينهما لتتمحض طاعتهما أو طاعة أحدهما فأرسل علي بن الحسين من فارس على كرمان طوق بن المفلس من أصحابه فسبق إليها يعقوب وملكها وجاء يعقوب فأقام قريبا منها شهرين يترقب خروج طوق إليه ثم ارتحل إلى سجستان ووضع طوق أوزار الحرب وأقبل على اللهو واتصل ذلك بيعقوب في طريقه فكر راجعا وأغذ السير ودخل كرمان وحبس طوقا وبلغ الخبر إلى علي بن الحسين وهو على شيراز فجمع عسكره ونزل مضيق شيراز وأقبل يعقوب حتى نزل قبالته والمضيق متوعر بين جبل ونهر ضيق المسلك بينهما فاقتحم يعقوب النهر بأصحابه وأجاز إلى علي بن الحسين وأصحابه فانهزموا وأخذ علي بن الحسين أسيرا واستولى على سواده ودخل شيراز وملكها وجبى الخراج وذلك سنة خمس وخمسين وقيل قد وقع بينهما بعد عبور النهر حروب شديدة وانهزم آخرها على وكان عسكره نحوا من خمسة عشر ألفا من الموالى والأكراد فرجعوا منهزمين إلى شيراز آخر يومهم وازدحموا في الأبواب وبلغ القتلى منهم خمسة آلاف ثم افترقوا في نواحي فارس وانتهبوا الأموال ولما دخل يعقوب شيراز وملك فارس امتحن عليا وأخذ منه ألف بدرة ومن الفرش والسلاح والآلة ما لا يحصى وكتب للخليفة بطاعته وأهدى هدية جليلة منها عشرة بازات بيض وباز أبلق صيني ومائة نافجة من المسك وغير ذلك من الطرف ورجع إلى سجستان ومعه على وطوق في اعتقاله ولما فارق فارس بعث المعتز عماله إليها * (ولاية يعقوب الصفار على بلغ وهراة) * ولما انصرف يعقوب عن فارس ولى عليها المعتز من قبله والخلفاء بعده وليها الحرث بن سيما فوثب به محمد بن واصل بن إبراهيم التميمي من رجال العرب وأحمد بن الليث من الأكراد الذين بنواحي فقتلاه واستولى ابن واصل على فارس سنة ست وخمسين وأظهر دعوة المعتمد وبعث عليها المعتمد الحسين بن الفياض فسار إليه يعقوب بن الليث سنة سبع وخمسين وكتب إليه المعتمد بالنكير على ذلك وبعث إليه الموفق بولاية بلخ
(٣٢٢)