كان مجد الدولة بن فخر الدولة متشاغلا بالنبا والعلم وتدبير ملكه لامه وتوفيت سنة تسع عشرة فاختلفت أحواله وطمع فيه جنده فكتب إلى محمود بن سبكتكين يشكو إليه فبعث إليه عسكرا مع حاجبه وأمره بالقبض عليه فركب مجد الدولة لتلقيه فقبض عليه وعلى ابنه أبى دلف وطير بالخبر إلى محمود فجاء إلى الري ودخلها في ربيع الاخر سنة عشرين وأخذ منها مال مجد الدولة ألف ألف دينار ومن الجواهر قيمة خمسمائة ألف دينار وستة آلاف ثوب ومن الحرير والآلات ما لا يحصى وبعث بمجد الدولة إلى إلى خراسان فاعتقل بها ثم ملك قزوين وقلاعها ومدينة ساوة وآوة ويافت وقبض على صاحبها ولكين وبعث به إلى خراسان وقتل من الباطنية خلقا ونفى المعتزلة إلى خراسان وأحرق كتب الفلسفة والاعتزال والنجامة وملك حدود أرمينية وخطب له علاء الدولة ابن كاكويه بأصفهان واستخلف على الري ابنه مسعودا فافتتح زنجان وأبهر ثم ملك أصفهان من يد علاء الدولة واستخلف عليها بعض أصحابه فثار به أهل أصفهان وقتلوه فسار إليها وفتك فيهم يقال قتل منهم خمسة آلاف قتيل وعاد إلى الري فأقام بها * (اخبار الغز بالري وأصفهان وأعمالها وعودهما إلى علاء الدولة) * قد تقدم لنا في غير موضع بداية هؤلاء الغزو أنهم كانوا بمفازة بخارا وكانوا فريقين أصحاب أرسلان بن سلجوق وأصحاب بنى أخيه ميكائيل بن سلجوق وأن يمين الدولة محمود ابن سبكتكين لما ملك بخارا وما وراء النهر قبض على أرسلان بن سلجوق وسجنه بالهند ونهب أحياءه ثم نهض إلى خراسان ولحق بعضهم بأصفهان وبعث محمود في طلبهم إلى علاء الدولة بن كاكويه فحاول على أخذهم وشعروا ففروا إلى نواحي خراسان وكثر عيثهم فأوقع بهم تاش الفوارس قائد مسعود بن سبكتكين فساروا إلى الري قاصدين آذربيجان وكانوا يسمون العراقية وكان أمراء هذه الطائفة كوكتاش ويرفا وقزل ويعمر وناصفلى فلما انتهوا إلى الدامغان خرج إليهم عسكرها فلم يطيقوا دفاعهم فتحصنوا بالجبل ودخل الغز البلد ونهبوه ثم فعلوا في سمنان مثل ذلك ثم في جوار الري وفى إسحاقاباذ وما جاورها من القرى ثم ساروا إلى مسكويه من أعمال الري فنهبوها وكان تاش الفوارس قائد بنى سبكتكين بخراسان ومعه أبو سهل الحمدوني من قوادهم فاستنجدوا مسعود بن سبكتكين وصاحب جرجان وطبرستان فأنجداهم وقاتلا الغز فانهزما وقتل تاش الفوارس وسار إلى الري أبو سهل الحمدوني فهزموه وتحصن بقلعة طبرك ودخل الغز الري ونهبوه ثم قاتلوه ثانيا فاسر منهم ابن أخت لعمر من قوادهم فبذلوا فيه ثلاثين ألف دينار وإعادة ما أخذوا من عسكر تاش من المال والأسرى فأبى أبو سهل من اطلاقه وخرج الغز من الري ووصل عسكر جرجان وقاتلوا الغز عندما
(٤٧٨)