ابن محبوسا ببخارا فبعث إليه نوح باطلاق ابنه على أن يقبض على ابن اشكام وأجابه ملك الترك لذلك ولما علم بذلك ابن اشكام عاد إلى طاعة نوح وعفا عنه وأكرمه * (استيلاء أبى على على الري ودخول جرجان في طاعة نوح) * ثم إن الأمير نوحا سار إلى مرو وأمر أبا علي بن محتاج أن يسير بعساكر خراسان إلى الري وينتزعها من يد ركن الدولة بن بويه فسار لذلك ولقى في طريقه وشمكير وافدا على الأمير نوح فبعثه إليه وسار أبو على إلى بسطام فاضطرب جنوده وعاد عنه منصور بن قراتكين من أكابر أصحاب نوح فقصدوا جرجان وصدهم الحسن بن القيرزان فانصرفوا إلى نيسابور وسار إلى الأمير نوح بمرو فأعاده وأمده بالعساكر وسار من نيسابور في منتصف ثلاث وثلاثين وعلم ركن الدولة بكثرة جموعه فخرج من الري واستولى أبو على عليها وعلى سائر أعمال الجبال وأنفذ نوابه إلى الاعمال وذلك في رمضان من سنته ثم سار الأمير نوح من مرو إلى نيسابور وأقام بها ووضع جماعة من الغوغاء والعامة يستغيثون من أبى على ويشكون سوء السيرة منه ومن نوابه فولى على نيسابور إبراهيم بن سيجور وعاد عنها وقصد أن يقيم أبو على بالري لحسن دفاعه عنها وينقطع طمعه عن خراسان فاستوحش أبو على للعزل وشق عليه وبعث أخاه أبا العباس الفضل بن محمد إلى كور الجبال وولاه همذان وخلافة العساكر فقصد الفضل نهاوند والدينور واستولى عليها واستأمن إليه رؤساء الأكراد بتلك النواحي وأعطوا رهنهم على الطاعة وكان وشمكير لما وفد على الأمير نوح بمرو كما قدمناه استمده على جرجان فأمده بعسكر وبعث إلى أبي على بمساعدته فلقى أبا على منصرفه في المرة الأولى من الري إلى نيسابور فبعث معه جميع من بقي من العسكر وسار وشمكير إلى جرجان وقاتل الحسن ابن القيرزان فهزمه واستولى على جرجان بدعوة نوح بن السعيد وذلك في صفر سنة ثلاث وثلاثين * (انتقاض أبى على وولاية منصور بن قراتكين على خراسان) * قد تقدم لنا أن الأمير نوحا عزل أبا علي بن محتاج عن خراسان وكان من قبلها عزله عن ديوان الجند وهو لنظره وبعث من يستعرض الجند فمحا وأثبت وزاد في العطاء ونقص فاستوحش لذلك كله واستوحش الجند من التعرض إليهم بالاسقاط ولأرزاقهم بالنقصان وخلص بعضهم إلى بعض بالشكوى واتفقوا في سيرهم إلى الري وهم بهمذان على استقدم إبراهيم بن أحمد أخي السعيد الذي كان قد هرب امامه إلى الموصل كما تقدم وظهر أبو على على شأنهم فنكر عليهم فتهددوه وكاتبوا إبراهيم
(٣٤٦)