محمد ومدوا أيديهم إلى الرعايا ونهبوها وخربت البلاد وارتحل عنها محمد وكان السلطان مسعود شجاعا كريما عزيز الفضل حسن الخط سخيا محبا للعلماء مقر بالهم محسنا إليهم والى غيرهم من ذوي الحاجات كثير الصلات والعطاء والجوائز للشعراء حليت تصانيف العلوم باسمه وكثرت المساجد في البلاد بعمارته وكان ملكه فسيحا ملك أصفهان وهمذان والري وطبرستان وجرجان وخراسان وخوارزم وبلاد الدارون وكرمان وسجستان والسند والرخج وغزنة وبلاد الغور وأطاعه أهل البر والبحر وقد صنف في أخباره ومناقبه * (مقتل السلطان محمد وولاية مودود بن أخيه مسعود) * لما بلغ الخبر بمقتل السلطان مسعود إلى ابنه مودود بخراسان سار مجدا في عساكره إلى غزنة فلقيه عمه محمد في شعبان سنة ثنتين وثلاثين وانهزم محمد وقبض عليه وعلى ابنيه أحمد وعبد الرحمن وعلى أنوش تكين البلخي الخصى وعلى على خشاوند وقتلهم أجمعين الا عبد الرحمن لرفقه بأبيه مسعود عند القبض عليه وقتل كل من داخل في قبض أبيه وخلعه وسار سيرة جده محمود وبلغ الخبر إلى أهل خراسان فثار أهل هراة بمن عندهم من السلجوقية فأخرجوهم وتشوف أهل خراسان للنصر على الغز من قبل مودود وكان أبوه السلطان مسعود قد بعث ابنه الاخر إلى الهند أميرا عليها سنة ست وعشرين فلما بلغه موت أبيه بايع لنفسه وقفل إلى لهاور والملتان فملكهما وأخذ الأموال وجمع العساكر وأظهر الخلاف على أخيه مودود وحضر عيد الأضحى فأصبح ثالثه ميتا بلهاور بعد أن كان مودود يجهز العساكر من غزنة لقتاله وهو في شغل شاغل من أمره ففرغ عن الشواغل ورسخت قدمه في ملكه وخالفه السلجوقية بخراسان وخاطبه خان الترك من وراء النهر بالانقياد والمتابعة * (استيلاء طغرلبك على خوارزم) * كانت خوارزم من ممالك محمود بن سبكتكين وابنه مسعود من بعده وكان عليها التوتناش حاجب محمود من أكابر أمرائه ووليها لهما معا ولما شغل مسعود بفتنة أخيه محمد عند مهلك أبيهما أغار على تكين صاحب بخارا من أطراف البلاد وغيرهما فلما فرغ مسعود من مراجعة محمد واستقل بالملك بعث إلى التوتناش بالمسير إلى أعمال على وانتزاع بخارا وسمرقند منه وأمده بالعساكر فعبر جيحون سنة أربع وعشرين وأخذ من بلاد تكين كثيرا فأقام بها وهرب تكين بين يديه تم دعته الحاجة إلى الأموال للعساكر ولم يكن في جبايته تلك البلاد وجاء بها فاستأذن في العود إلى خوارزم وعاد
(٣٨٥)