وامتنع على السلطان وتمسك بطاعة أبى القاسم بن البريدي بالبصرة فقلده حماية الجامدة وحماية البطائح ونواحيها فعز جانبه وكثر جمعه وسلاحه واتخذ معاقل على التلال بالبطيحة وغلب على تلك النواحي واهم معز الدولة أمره وبعث وزيره أبا جعفر الصيمري في العساكر سنة ثمان وثلاثين وحصره وأيقن بالهلاك وما نفس عن مخنقه الا وصول الخبر بوفاة عماد الدولة بن بويه ومبادرة الوزير الصيمري إلى شير زاد فعاد عمران إلى حاله وقوى أمره كما يأتي في أخبار دولته * (وفاة عماد الدولة ابن بويه وولاية عضد الدولة ابن أخيه على بلاد فارس مكانه) * ثم توفى عماد الدولة أبو الحسن علي بن بويه بمدينة شيراز كرسي مملكة فارس في منتصف سنة ثلاث وثلاثين بعد أن كان طلب من أخيه ركن الدولة أن ينفذ إليه ابنه عضد الدولة فتأخر ليوليه عهده إذ ليكن له ولذ ذكر فأنفذه إليه ركن الدولة في جماعة من أصحابه لسنة بقيت من حياته وركب عماد الدولة للقائه ودخل به إلى داره في يوم مشهود وأجلسه على السرير وأمر الناس أن يحيوه بتحية الملك وكان في قواد عماد الدولة جماعة أكابر لا يستكينون لعماد الدولة فضلا عن عضد الدولة مكانه بفارس واختلف عليه أصحابه فجاء إليه ركن الدولة أبوه من الري بعد أن استخلف عليها علي بن كتامة وكتب معز الدولة إلى وزيره الصيمري بأن يترك محاربة ابن شاهين ويسير إلى شيراز مدد العضد الدولة وأقام ركن الدولة في شيراز تسعة أشهر وبعث إلى أخيه معز الدولة بهدية من الأموال والسلاح وكان عماد الدولة هو أمير الأمراء وانما كان معز الدولة نائبا عنه في كفالة الأموال وولاية أعمال العراق فلما مات عماد الدولة انقلبت امرة الأمراء إلى ركن الدولة وبقي معز الدولة نائبا عنه كما كان عن عماد الدولة لأنه كان أصغر منهما * (وفاة الصيمري ووزارة المهلبي) * كان أب جعفر أحمد الصيمري وزير معز الدولة قد عاد من فارس إلى اعمال الجامدة وأقام يحاصر عمران بن شاهين إلى أن هلك منتصف تسع وثلاثين وكان يستخلف بحضرة معز الدولة في وزارته أبا محمد الحسن بن محمد المهلبي فباشره معز الدولة وعرف كفايته واضطلاعه فاستوزره مكان الصيمري فحسن أثره في جمع الأموال وكشف الظلامات وتقريب أهل العلم والأدب والاحسان إليهم * (مسير عساكر ابن سامان إلى الري ورجوعها) * لما سار ركن الدولة إلى بلاد فارس بعث الأمير نوح بن سامان إلى منصور بن قراتكين صاحب جيوشه بخراسان أن يسير إلى الري فسار إليها سنة تسع وثلاثين وكان بها علي بن
(٤٣٨)