والاستخدام أزيد من ألف واقتنى من الأواني والآلات ما تزيد قيمته على مائتي ألف دينار وجمع في عصمته بنات الملوك وأرسل طباخين إلى الديار المصرية وأنفق عليهم جملة حتى تعلموا الطبخ هنالك ووفد عليه أبو القاسم ابن المغربي من أهل الدولة العلوية بمصر وفخر الدولة بن جهير من الدولة العباسية فأقبل عليهما واستوزرهما ووفد عليه الشعراء فوصلهم وقصده العلماء فحمدوا عنده مقامهم ولما توفى في كان الظفر فيها لنصر واستقر بميافارقين ومضى أخوه سعيد إلى آمد فملكها واستقر الحال بينهما على ذلك * (وفاة نصر بن نصير الدولة وولاية ابنه منصور) * ثم توفى نظام الدين نصر بن نصير الدولة في ذي الحجة سنة ثنتين وسبعين وولى ابنه منصور ودبر دولته ابن الأنباري ولم يزل في ملكه إلى أن قدم ابن جهير وملك البلاد من يده * (مسير ابن جهير إلى ديار بكر) * كان فخر الدولة أبو نصر محمد بن محمد بن جهير من أهل الموصل واستخدم لجارية قرواش ثم لأخيه بركة وسار عنه بالعوائد إلى ملك الروم ثم استخدم لقريش بن بدران وأراد حبسه فاستجار ببعض بنى عقيل ومضى إلى حلب فوزر لمعز الدولة أبى ثمال بن صالح ثم مضى إلى عطية ولحق منها بنصير الدولة بن مروان واستوزره وأصلح حال دولته ولما توفى سنة ثلاث وخمسين دبر أمر ابنه نصر القائم بعده ثم هرب إلى بغداد سنة أربع وخمسين استدعى منها للوزارة فوزر بعد محمد بن منصور بن دوات ثم تداول العزل والولاية مرات هو وابنه عميد الملك واستخدم لنظام الملك والسلطان طغرلبك وكان شفع عند الخليفة فلما عزل ابنه آخرا بعث عنه السلطان ونظام الملك وعن ابنه وجميع أقاربه وسار إليه بأصفهان ولقاه مبرة وتكريما وبعثه في العساكر لفتح ديار بكر وأخذها من يد بنى مروان وأعطاه الآلات وأذن له أن يخطب لنفسه بعد السلطان وينقش اسمه على السكة فسار لذلك سنة ست وسبعين * (استيلاء ابن جهير على آمد) * قد ذكرنا مسير فخر الدولة بن جهير في العساكر إلى ديار بكر ثم أمده السلطان سنة سبع وسبعين بأرتق بن أكسك في العساكر واستنجد نصر بن مروان شرف الدولة مسلم بن قريش على أن يعطيه آمد فأنجده وسار لمظاهرته فأقصر فخر الدولة بن جهير عن حربهم عصبة للعرب وخالفه أرتق وسار في الترك إليهم وهزمهم ولحق مسلم بآمد وحاصره بها فبذل المال لأرتق وخلص من أمره ولحق بالرقة وسار ابن جهير إلى ميافارقين
(٣٢٠)