خوفا من محمود بن سبكتكين فلما استولى طاهر على الملك عق أباه وكان من أمره ما تقدم ولما قتل طاهر تغيرت نيات عساكره وساءت فيه ظنونهم واستدعوا محمود بن سبكتكين وملكوه مدينتهم وقعد خلف في حصنه وهو حصن الطاق له سبعة أسوار محكمة وعليها خندق عتيق له جسر يرفع ويحط عند الحاجة فحاصره محمود سنة ثلاث وتسعين وطم الخندق بالأعواد والتراب في يوم واحد وزحف لقتاله بالفيول وتقدم عظيمها فاقتلع باب الحصن بنابه وألقاه وملك محمود السور الأول ودفع عنه أصحاب خلف إلى السور الثاني ثم إلى الثالث كذلك فخرج خلف واستأمن وحضر عنده محمود وخيره في المقام حيث شاء من البلاد فاختار الجوزجان وأقام بها أربع سنين ثم نقل عنه الخوض في الفتنة وأنه راسل ايلدخان يغريه بمحمود فنقله إلى جردين وحبسه هنالك إلى أن هلك سنة تسع وتسعين وورثه ابنه أبو حفص ولما ملك محمود سجستان واستنزل خلف من حصن الطاق ولى على سجستان أحمد الفتحي من قواد أبيه ثم انتقض أهل سجستان فسار إليهم محمود سنة ثلاث وتسعين في ذي الحجة وحصرهم في حصن أول واقتحمه عليهم عنوة وقتل أكثرهم وسبى باقيهم حتى خلت سجستان منهم وصفا ملكها له فاقطعها أخاه نصرا مضافة إلى نيسابور وانقرض ملك بنى الصفار وذويهم من سجستان والبقاء لله وحده (الخبر عن دولة بنى سامان ملوك ما وراء النهر المقيمين) (بها الدولة العباسية وأولية ذلك ومصائره) أصل بنى سامان هؤلاء من العجم كان جدهم أسد بن سامان من أهل خراسان وبيوتها وينتسبون في الفرس إلى بهرام حشيش الذي ولاه كسرى أنو شروان مرزبان آذربيجان وبهرام حشيش من اهل الري ونسبهم إليه هكذا أسد بن سامان خذاه بن جثمان بن طغان بن نوشردين بن بهرام نجرين بن بهرام حشيش ولا وثوق لنا بضبط هذه الأسماء وكان لأسد أربعة من الولد نوح وأحمد ويحيى والياس وأصل دولتهم هذه فيما وراء النهر أن المأمون لما ولى خراسان اصطنع بنى أسد هؤلاء وعرف لهم حق سلفهم واستعملهم فلما انصرف إلى العراق ولى على خراسان غسان بن عباد من قرابة الفضل بن طاهر مكان ابنه اسحق ومحمد بن الياس ثم مات أحمد بن أسد بفرغانة سنة احدى وستين وكان له من الولد سبعة نصر ويعقوب ويحيى وإسماعيل واسحق وأسد وكنيته أبو الأشعث وحميد وكنيته أبو غانم ولما توفى أحمد وكانت سمرقند من أعماله استخلف عليها ابنه نصرا وأقام في ولايتها أيام بنى طاهر وبعدهم وكان يلي أعماله من قبل ولاة خراسان إلى حين انقراض أمر بنى طاهر واستولى الصفار على خراسان
(٣٣٣)