عليه سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة ثم انحرف عنهم فلما أخذ ابن أبي العافية بدعوة العلوية نابذ أولياء الشيعة فحاصر صاحب جراوة الحسن بن أبي العيش وغلبه على جراوة فلحق بابن عمه إدريس بن إبراهيم صاحب ارشكول ثم حاصرها البورى بن موسى بن أبي العافية وغلب عليهما وبعث بهما إلى الناصر فأسكنهما قرطبة وكانت تنس لإبراهيم بن محمد بن سليمان ثم لابنه محمد من بعده ثم لابنه يحيى بن محمد ثم ابنه علي بن يحيى وتغلب عليه زيرى بن مناد سنة ثنتين وأربعين وثلثمائة ففر إلى الجبر بن محمد بن خزر وجاز ابناه حمزة ويحيى إلى الناصر فتلقاهما رحبا وتكرمة ورجع يحيى منهما إلى طلب تنس فلم يظفر بها وكان من ولد إبراهيم هذا أحمد بن عيسى بن إبراهيم صاحب سوق إبراهيم وسليمان بن محمد بن إبراهيم من رؤساء المغرب الأوسط وكان من بني محمد بن سليمان هؤلاء وبطوش بن حناتش بن الحسن بن محمد بن سليمان قال ابن حزم وهم بالمغرب كثير جدا وكان لهم بها ممالك وقد بطل جميعها ولم يبق منهم بها رئيس بنواحي بجاية وحمل بنى حمزة هؤلاء جوهر إلى القيروان وبقيت منهم بقايا في الجبال والأطراف معروفون هنالك عند البربر والله وارث الأرض ومن عليها * (الخبر عن صاحب الزنج وتصاريف أمره واضمحلال دعوته) * هذه الدعوة فيها اضطراب منذ أولها فلم يتم لصاحبها دولة وذلك أن دعاة العلوية منذ زمان المعتصم من الزيدية كما شرحناه وكان من أعظمهم الذين دعا لهم شيعتهم بالنواحي علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد الشهيد ولما اشتهر أمره فر وقتل ابن عمه علي بن محمد بن الحسن بن علي بن عيسى وبقي هو متغيبا فادعى صاحب الزنج هذا سنة خمس وخمسين ومائتين أيام المهدى انه هو فلما ملك البصرة ظهر هذا المطلوب ولقيه صاحب الزنج حيا معروفا بين الناس فرجع عن دعوى نسبه وانتسب إلى يحيى بن يزيد قتيل الجون ونسبه المسعودي إلى طاهر بن الحسين بن علي وقال فيه علي بن محمد بن جعفر بن الحسين بن طاهر وبشكل ذلك بأن الحسين بن فاطمة لم يكن له عقب الا من زين العابدين قاله ابن حزم وغيره فان أراد بطاهر طاهر بن يحيى المحدث بن الحسن بن عبيد الله بن الحسن الأصغر بن زين العابدين فتطول سلسلة نسبه وتشتمل على اثنى عشر إلى الحسين ابن فاطمة ويبعد ذلك إلى العصر الذي ظهر فيه والذي عليه المحققون الطبري وابن حزم وغيرهما أنه رجل من عبد القيس من قرية تسمى ودريفن من قرى الري واسمه على ابن عبد الرحيم حدثته نفسه بالتوثب ورأى كثرة خروج الزيدية من الفاطميين فانتحل هذا النسب وادعاه وليس من أهله ويصدق هذا انه كان خارجيا
(١٨)