فظفر بهم وملكها وسار إلى حلب كان المتقى قد سار إلى الموصل سنة احدى وثلاثين مغاضبا لأمير الأمراء تورون فأقام بالموصل عند بنى حمدان ثم سار إلى الرقة فأقام بها وكتب إلى الإخشيذ يشكو إليه ويستقدمه فأتاه من مصر ومر بحلب فخرج عنها الحسين بن سعيد بن حمدان وتخلف عنه أبو بكر بن مقاتل للقاء الإخشيذ فأكرمه واستعمله على خراج مصر وولى على حلب يأنس المؤنسي وسار الإخشيذ من حلب إلى الرقة في محرم سنة ثلاث وثلاثين وأهدى له ولوزيره الحسين بن مقلة وحاشيته وأشار عليه بالمسير إلى مصر والشأم ليقوم بخدمته فأبى فخوفه من تورون وأن يلزم الرقة وكان قد أنفذ رسله إلى تورون في الصلح وجاؤوه بالإجابة فلم يعرج على شئ من إشارته وسار إلى بغداد وانصرف الإخشيذ إلى مصر وكان سيف الدولة بالرقة معهم فسار إلى حلب وملكها ثم سار إلى حمص وبعث الإخشيذ عساكره إليها مع كافور مولاه فلقيهم سيف الدولة إلى قنسرين والتقيا هنالك وتحاربا ثم افترقا على منعة وعاد الإخشيذ إلى دمشق وسيف الدولة إلى حلب وذلك سنة ثلاث وثلاثين وسارت الروم إلى حلب وقاتلهم سيف الدولة فظفر بهم [وفاة الإخشيذ وولاية ابنه أنوجور واستبداد كافور عليه واستيلاء سيف الدولة على دمشق] ثم توفى الإخشيذ أبو بكر بن طغج بدمشق سنة أربع وثلاثين وقيل خمس وولى مكانه أبو القاسم أنوجور وكان صغيرا فاستبد عليه كافور وسار من دمشق إلى مصر فخالفه سيف الدولة فسار إلى حلب وزحف أنوجور في العساكر إليه فعبر سيف الدولة إلى الجزيرة وحاصر أنوجور حلب أياما ثم وقع الصلح بينهما وعاد سيف الدولة إلى حلب وأنوجور إلى مصر ومضى كافور إلى دمشق وولى عليها بدرا الإخشيذي المعروف بتدبير فرجع إلى مصر فأقام يدبر بها سنة ثم عزل عنها وولى أبو المظفر طغج وقبض على تدبير * (وفاة أنوجور ووفاة أخيه على واستبداد كافور عليه) * ثم علت سن أبى القاسم أنوجور ورام الاستبداد بأمره وإزالة كافور فشعر به وقتله فيما قبل مسموما سنة ونصب أخاه عليا للامر في كفالته وتحت استبداده إلى أن هلك * (وفاة علي بن الإخشيذ وولاية كافور) * ثم توفى علي بن الإخشيذ سنة خمس وخمسين فأعلن كافور بالاستبداد بالأمر دون بنى الإخشيذ وركب بالمظلة وكتب له المطيع بعهده على مصر والشأم والحرمين وكناه العالي
(٣١٤)